قال الدكتور محمد نصرالدين علام وزير الري الأسبق ان القيادة الأثيوبية تستخدم أزمة سد النهضة لتوحيد أطياف الشعب الأثيوبى خارج وداخل البلاد ولإشغالهم فى هذه القضية ولإيهامهم بالرخاء المستقبلى ليخرجوا من حالة الضيق الشديد من مظاهر الفقر ونقص الخدمات والتفرقة العنصرية نتيجة للقمع الداخلى ونتيجة لسياسات الدولة الفاشلة ولتخصيص معظم المساعدات الإقتصادية الدولية لبناء السدود على الأنهار المشتركة مثل نهر أومو والنيل الأزرق وعطبرة والسوباط وللمغامرات العسكرية فى الصومال وإريتريا.
وأضاف«علام» في تصريحات صحفية الأربعاء ان النظام الأثيوبى يخدع الشعب ويوعده بأنه بعد سد النهضة سيتم توصيل الكهرباء لأكثر من 70 مليون منزل، ولو فرضنا أن إستهلاك المنزل الواحد 100 كيلوات فى الشهر كحد أدنى، أى 1200 كيلوات فى السنة، يصير إستهلاك هذه المنازل 84000 مليون كيلووات، أى 84000 جيجاوات، بينما انتاج سد النهضة بحد أقصى لايزيد عن 14000 جيجاوات، أى لا يكفى لأكثر من 16% فقط من الكهرباء المطلوبة لإضاءة هذا العدد من المنازل (10 مليون منزل على الأكثر).
وتساءل وزير الري الأسبق عن وجود شبكات الكهرباء الداخلية اللازمة لنقل ثلث الكهرباء التي يتم توليدها من سد النهضة للداخل، والتكلفة التي سيتحملها الشعب الأثيوبى، وهل ستكون هناك قروض جديدة لتمويل هذه الشبكات، وكم سنة ستأخذها إنشاءات هذه الشبكات!؟
وأضاف «علام»:«الأدهى من ذلك أنّ الحكومة الأثيوبية فى نفس الوقت توعد الشعب بدخل مليار دولار سنويا من بيع نفس الكهرباء للخارج. طيب إزاى هتدى الحكومة كهربة السد للداخل ولّا للخارج، عجبى على النصب على الشعب!! والأغرب أنّ أثيوبيا قللت 3 توربينات من السد ليصيح عدد التوربينات 13 توربينة فقط، مما يقلل كهرباء السد عن الكمية الموضحة أعلاه، بحوالى 18%. وفى حالة بيع ثلثى كهرباء السد للسودان كما وعدتم السودان، فكم سيكون سعرها، هل 5 سنت للكيلوات كما وعدتم لتكون إجمالى الإيراد 300 مليون دولار والتى لن تكفى وحدها لسداد تكاليف الصيانة والتشغيل السنوية للسد».
وإختتم تصريحاته بأن النظام الأثيوبى كاذب على شعبه وعلى العالم ولا يهدف الّا للمحافظة على الحكم بأى ثمن وأى وسيلة من خلال القمع والكذب والإشاعات، ونسأل الله أن يعين شعب أثيوبيا على تحمل تبعات هذا الحكم!!