د عاطف كامل يكتب: التلوث البلاستيكي… كارثة بيئية تهدد الطبيعة والإنسان والحيوان
>>المخاطر متعددة علي الأحياء البحرية والصحة العامة والبيئة علي كوكب الأرض
رئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان –منسق برنامج الحياة البرية وطب حدائق الحيوان المميز
كلية الطب البيطرى- جامعة قناة السويس
أصبح التلوث البلاستيكي أحد أكثر القضايا البيئية الهامة والأكثرإلحاحاً، فالزيادة السريعة في صنع المنتجات البلاستيكية صارت تفوق قدرة العالم على التعامل معها. ويُعدّ البلاستيك مادة مُتعددة الاستخدامات، ويمتاز بأنّه قوي ومتين، فهو مادة بوليمرية؛ أيّ أنّها تتكون من جزئيات كبيرة الحجم تتربط فيما بينها بروابط لا نهائية على شكل سلاسل طويلة.
مُعظم المواد البلاستيكية تُستخدَم لصنع منتجات تُستخدَم لمرة واحدة، أو تُستخدَم في تغليف المنتجات، أو تصنيع منتجات يتمّ التخلص منها نهائياً في غُضون عام، كذلك يستخدم المُستهلكون العديد من أنواع البلاستيك لغرض واحد، ثمّ يتمّ إعادة تدويره أو التخلص منه، فينتهي به المطاف في مكبات النفايات، وعلى الطرقات، وفي الحدائق، والمسطحات المائية، لكنها تحتاج إلى سنوات طويلة لتتحلّل إلى جُسيمات البلاستيك الدقيقة (بالإنجليزية: Microplastics).
وينتج مما سبق نوع من التلوث يُطلق عليه اسم التلوث البلاستيكي (بالإنجليزية : Plastic Pollution)، ويُقصد به تراكم المواد البلاستيكية في البيئة بدرجة كبيرة، مما يؤذي حياة الكائنات الحية ومواطنها والبشر، فمنذ اختراع مادة الباكيليت (بالإنجليزية: Bakelite) عام 1907م حدثت ثورة في إدخال الرانتجات المصنوعة من البلاستيك (بالإنجليزية: Plastic Resin) في حركة التجارة العالمية، ومع نهاية القرن العشرين تمّ التصريح بأنّ البلاستيك هو ملوِّث مُستمر ودائم في جميع الأنظمة البيئية بدءاً من قمم الجبال وحتى قيعان المسطحات المائية، لذلك حظيت آثار وأضرار البلاستيك باهتمام واسع ومُتزايد باعتباره ملوِّثاً واسع النطاق.
كيف يؤثر الإنسان على البيئة؟
أضرار البلاستيك على البيئة
يؤثر البلاستيك على الحياة البرية والبحرية سلباً ويضرّ بها، حيث تكمن خطورته باحتوائه على عناصر غير مرغوب فيها كالكلور، والتي تعمل على إطلاق مواد كيميائية ضارّة إلى التربة والبيئة المحيطة، ويمكن لهذه المواد أن تتسرب إلى المياه الجوفية التي تعد مصدراً من مصادر شرب العديد من الكائنات الحية، وبالتالي تشكل خطراً كبيراً على حياتها. كما يكثر وجود البلاستيك في مكبات النفايات، إذ حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتحليل النفايات المحتوية على البلاستيك مما يؤدي إلى إطلاق غاز الميثان إلى الجو، والذي يعد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري.
كذلك يُسبب التلوّث الناتج عن المواد البلاستيكية المتنوعة أضراراً عديدة في جميع الأنظمة البيئية ومكوناتها، وتشمل المواد البلاستيكية: المُخلفات والقمامة الناتجة عن الأنشطة البشرية والمنزلية التي يتمّ إلقاؤها في المسطحات المائية، وجسيمات البلاستيك الدقيقة الملقاة في المحيطات، بالإضافة إلى شبكات الصيد البلاستيكية، وغيرها.
أضرار البلاستيك على اليابسة
تُطلِق المواد البلاستيكية المكلَّورة (بالإنجليزية: Chlorinated Plastics) مواد كيميائية ضارة بالتربة المُحيطة بها، والتي من الممكن أن تتسرَّب إلى المياه الجوفية والمسطحات المائية القريبة منها، مما يُلحق الضرر بالكائنات الحية عند شربها لهذه المياه، لكن الأثر الكبير يظهر جلياً في أراضي مكبات النفايات المُكدّسة بالعديد من المُنتجات البلاستيكية، ويتمثّل ذلك في أنّ هذه الأراضي يوجد فيها العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تسرِّع عملية التَحلّل البيولوجي للبلاستيك، مما يؤدي إلى إنتاج غاز الميثان الذي يُعدّ أحد أهمّ الغازات الدفئية المُساهِمة في زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، وتقوم بعض الدول بتركيب أجهزة لتجميع غاز الميثان من مكبات النفايات واستخدامه في إنتاج الطاقة، إلّا أنّ ذلك لا يتمّ تطبيقه في كافة مكبات النفايات في العالم، ما يجعل المشكلة قائمة حتى الآن.
أضرار البلاستيك على البحر
تقوم المنتجات البلاستيكة بتلوّيث المسطحات المائية عن طريق الجريان السطحي لمياه الأمطار، حيث تتدّفق إلى البحار والمحيطات، وتدخل ضِمن السلاسل الغذائية للكائنات الحية، الأمر الذي ينتج عنه الإصابة بالعديد من الأمراض على المدى البعيد لكل من الأسماك، والحيوانات، والإنسان؛ بسبب انبعاث العديد من العناصر والمركبات الكيميائية من المنتجات البلاستيكية، مثل: الرصاص، والزئبق، والكادميوم، وفثالات ثنائي إيثيل هكسيل (بالإنجليزية: Diethlhexyl Phathalate). علاوة على ذلك تتعرض المُحيطات للتلوّث الناجم عن المواد البلاستيكية.
تُشير التقديرات لعام 2012م إلى أنّ حوالي 156 مليون طن من مُخلفات المواد البلاستيكية الملوَّثة موجودة في محيطات العالم، وتشمل: الأكياس البلاستيكية، وأوعية الأطعمة، إلى جانب البوليسترين، وحُبيبات البلاستيك الدقيقة (بالإنجليزية: Nurdles)، واللّتان تُعدّان من أكثر أنواع الملوِّثات البلاستيكية شيوعاً في المحيطات، وتتعرّض مياه المحيطات إلى التلوّث بحُبيبات البلاستيك الدقيقة بكميات كبيرة جراء انسكابها من السفن أثناء عمليات الشحن، حيث تُستخدَم هذه الحبيبات في إنتاج وتصنيع المُنتجات البلاستيكية، وتُشير التقديرات إلى أنّ حُبيبات البلاستيك الدقيقة تُمثّل ما نسبته 10% من نفايات الشواطئ في العالم، وعلى الرغم من أنّ المواد البلاستيكية تتحلَّل في المحيطات في غضون عام، إلّا أنّ عملية التحلّل تُنتِج مواد كيميائية سامّة مثل بيسفنيول A (بالإنجليزية: Bisphenol A) والبوليسترين.
أضرار البلاستيك على الكائنات البحرية
الأكياس البلاستيكية تقتل 100 ألف حيوان بحري ومليون طائر. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن تناول البلاستيك يقتل مليوناً من الطيور البحرية و100 ألف من الحيوانات البحرية كل عام. وتتعرّض الحيوانات لأخطار عديدة ناجمة عن المُخلفات البلاستيكية التي تُهدّد حياتها، حيث تُشير الإحصائيات إلى أنّ هناك ما يزيد على 400,000 كائن من الثدييّات البحرية يموتون بسبب تلوّث المحيطات بالمواد البلاستيكية، ويتمثّل خطر المواد البلاستيكية في ابتلاع الحيوانات لها، أو تعلقها وتتشابكها فيها.
وتُشير الدراسات إلى أنّ هناك أكثر من 260 نوعاً من الحيوانات الفقارية واللافقارية يتعرضون لخطر التغذي على المواد البلاستيكية والتشابك فيها، لكن يُشكل ابتلاع مُعظم الحيوانات البحرية لها الخطر الأكبر، ومثال ذلك السلاحف البحرية، والأنواع الأخرى التي تتغذى بشكل رئيسي على قنديل البحر؛ لأنّها لا تستطيع التمييز بينه وبين الأكياس البلاستيكية.
كما يحدث ذلك مع العديد من الطيور البحرية التي يختلط عليها الأمر أيضاً بين أسماك الحبار التي تُمثّل فريستها الطبيعية وجزئيات البلاستيك، وتشير إحصائيات أخرى إلى أنّ طيور النورس في بحر الشمال تحتوي معدتها ما مُعدّله 30 قطعة من البلاستيك، ويتسبب ابتلاع الحيوانات للمواد البلاستيكية في انسداد القناة الهضمية لها وتلفها، مما يؤدي بها إلى تضوّرها جوعاً، فضلاً عن إصابتها بسوء التغذية، وبالتالي ينتهي بها الأمر إلى الوفاة.
إلى جانب ذلك تعلق الحيوانات البحرية في الشباك البلاستيكية المفقودة والمهملة، وتتشابك مع بعض المنتجات الأخرى، الأمر الذي يُسبب لها ضرراً كبيراً؛ لأنّه عندما تتشابك مع البلاستيك تقل حركتها بشكل كبير، مما يجعل العثور على الطعام أمراً صعباً للغاية، إلى جانب ذلك فإنّه يُسبب لها الإصابة بالتمزقات والتقرّحات الشديدة والحادة في أجسادها، كما يُساهم أيضاً في تقليل قدرتها على الهروب من الحيوانات المُفترسة، بالإضافة إلى الوقوع في خطر الغرق والاختناق، فجميع هذه الظروف تؤدي إلى الوفاة،
وفيما يأتي جدول يوضح تأثيرات العديد من أنواع المنتجات البلاستيكية المختلفة على الحيوانات:
نوع الحيوان | الأمثلة عليه | نوع المخلفات البلاستيكية | الآثار |
الطيور البحرية | جلُم الماء الكبير
بطريق ماجلان | أغطية القوارير البلاستيكية
فتات البلاستيك، والخيوط، والقش | الجوع بسبب انسداد القناة الهضمية ثقب المعدة |
السلاحف البحرية | السلحفاة البحرية الخضراء
سلحفاة المحيط جلدية الظهر | الأكياس البلاستيكية والمُخلفات الأخرى
الأكياس البلاستيكية والمخلفات الأخرى | إعاقة عملية تفقيس البيوض على الشواطئ، والتعرّض للحيوانات المُفترسة انسداد وجرح مذرق السلحفاة، وإعاقة وضع البيض |
الأسماك | سمك التونة كبيرة العين سمك الأرز والميداكاس يرقات سمك الفرخ الأوروبي | بقايا الخيوط البلاستيكية جسيمات البلاستيك الدقيقة جزئيات البلاستيك صغيرة الحجم | ابتلاع بقايا الخيوط البلاستيكية إجهاد الكبد الناتج عن التعرّض للتلوّث البلاستيكي انخفاض معدّل النموّ، وتغيّر في السلوك، وإعاقة عملية تفقيس البيض |
الثدييّات البحرية | فقمة الفراء حوت العنبر أسد البحر الأسترالي | حُبيبات البلاستيك أكياس البلاستيك والمُخلفات معدات الصيد البلاستيكية | التراكم البيولوجي لجزئيات البلاستيك بسبب اصطياد الفرائس تمزُّق المعدة والجوع التشابك مع المواد البلاستيكية مما يؤدي إلى الغرق |
اللافقاريات | يرقات قُنفذ البحر بلح البحر المحار جراد البحر النرويجي | حُبيبات البلاستيك من البولي إثيلين جسيمات البلاستيك الدقيقة جسيمات البلاستيك الدقيقة حبيبات البلاستيك والخيوط البلاستيكية | تتسبب عصارة البلاستيك في نموّ البطن تراكم حبيبات البلاستيك في الدورة الدموية تداخل عمليتي امتصاص الطاقة والتكاثر ابتلاع حبيبات البلاستيك في الأمعاء وتراكمها |
أضرار البلاستيك على الإنسان
تسبب المواد البلاستيكية العديد من الأضرار على صحة البشر، والاقتصاد بشكل عام، وفيما يأتي توضيح لأهمّ هذه الأضرار:
اولاً: الأضرار الصحية
تتعدى آثار وأضرار التلوّث الناتج عن المُخلفات البلاستيكية لتصل إلى صحة الإنسان، وتمّ اكتشاف العواقب السلبية للعديد من المُنتجات البلاستيكية التي تُهدّد صحة البشر والمُستخدَمة في صناعة أوعية الأطعمة، فعند تسخينها في الميكرويف يُمكن أن تتسرّب هذه المواد الكيميائية إلى الطعام وتنتقل إلى الإنسان.
وأظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين مستوى بعض المواد الكيميائية المُستخدَمة في صناعة البلاستيك وارتفاع خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، ومن هذه المواد مادة بيسفنيول A (بالإنجليزية: BPA) الكيميائية الموجودة في العبوات والمنتجات البلاستيكية برموز إعادة التدوير 3 و 7.
كما أوضحت الدراسات التي أجرَتها مجموعة مايو كلينك (بالإنجليزية: Mayo Clinic) الطبية والبحثية أنّ هذه المواد لها تأثيرات سلبية على الدماغ وتسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، لذا لا يُنصح بتسخين الطعام في العبوات البلاستيكية التي تمتلك رموز إعادة تدوير 5 و7.
أمّا بالنسبة للمواد الأخرى الموجودة في البلاستيك، ومنها الفثالات (بالإنجليزية: Phthalates) التي يُشار إليها باسم المُلدّنات (بالإنجليزية: Plasticizers) فتُستخدَم لزيادة مرونة البلاستيك، وفي تغليف المنتجات، مثل: الألعاب، والأغطية، وعلب تخرين عينات الدم، وغيرها، وحسب بعض الدراسات لا يوجد لمادة الفثالات آثار مثبتة على جسم الإنسان، إلى جانب ذلك أشارت دراسات أخرى إلى أنّ هناك ارتباطاً واضحاً بين الفثالات وارتفاع ضغط الدم، والسمنة في مرحلة الطفولة، لذا يجب استبدال العديد من المنتجات غير الضارة بالمُنتجات البلاستيكية التي تُسبب آثار صحية مخفية للبشر.
ثانياً: الأضرار الاقتصادية
تؤدي المُخلفات البلاستيكية وخاصة في المسطحات المائية إلى حدوث آثار بالغة وكبيرة على النشاط الاقتصادي، مما يؤدي إلى خسارة الكثير من الأموال والعائدات من مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن أضرار التلوّث الناتج عن المخلفات البلاستيكية على الأنشطة الاقتصادية ما يأتي:
- السياحة: تُعدّ المخلفات والقمامة البلاستيكة أمراً غير مرغوب به وغير مُرحب به بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرتادون الشواطئ، مما يَنتج عنه خسارة الإيرادات الناتجة من السياحة، حيث يصل الأمر في بعض الحالات إلى إغلاقها؛ بسبب كثرة المخلفات المُلقاة عليها، كما تتطلب عملية إزالة هذه المُخلفات من الشواطىء والتخلّص منها وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى تكلفتها العالية.
- الصيد: يُعاني قطاع صيد الأسماك من تأثيرات اقتصادية كبيرة ناتجة عن المُخلفات البلاستيكية البحرية، حيث تتأثر مصائد الأسماك عندما تعلق الأسماك والمحار في شبكات الصيد المفقودة أو غيرها من المعدات، الأمر الذي ينجم عنه خسارة واضحة وفورية في المخزون الدائم من المأكولات البحرية المُتاحة بسبب قلة وقوعها في المصائد، بالإضافة إلى انخفاض استدامة المخزون على المدى البعيد؛ بسبب الآثار السلبية على قدرة الأسماك على التكاثر، كما من المُمكن أن يلحق الضرر بنشاط الصيد عندما تعلق المواد البلاستيكية في معدات الصيد من الشبكات والسفن، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التوقف عن العمل لفترة زمنية قد تكون طويلة، إضافة إلى التكلفة العالية لإعادة إصلاح معدات الصيد. الملاحة: تُمثّل المخلفات البلاستيكية خطراً على الملاحة البحرية؛ إذ تتشابك المُخلفات وتدخل إلى مراوح القوارب، مما يُغلِق صمّام سحب المياه، وبالتالي التسبب بخسائر مالية كبيرة نسبياً؛ لأنّ إعادة إصلاح القوارب التي تضررت يحتاج وقتاً طويلاً وتكلفته مرتفعة.
الحلول والبدائل المتاحة للتغلب على التلوث البلاستيكي
يمكن التغلب على مشكلة التلوث البيئي الناتج عن الصناعات البلاستيكية من خلال ما يأتي:
- استخدام البلاستيك القابل لإعادة الاستخدام؛ مثل أكياس التسوق، وأغطية الأواني وغيرها من أصناف البلاستيك.
- تجنب شراء علب الماء البلاستيكية واستبدالها بزجاجات قابلة لإعادة الاستخدام. 3. مقاطعة المنتجات التي تحتوي على الميكروبيدات الموجودة في منتجات التجميل، واستبدالها بمواد طبيعية كالشوفان، لأنه في حال تمّ التخلص منها في مياه الصرف الصحي وانتقلت إلى المسطحات المائية، فإنها ستضر بمصادر المياه والكائنات البحرية.
- الاعتماد على تناول الأطعمة المنزلية بشكل أكبر؛ لأن ذلك سيجنب اللجوء لأكل الأطعمة السريعة المُحضرة في أواني بلاستيكية. شراء الحاجيات المستعملة لتقليل استخدام البلاستيك في تغليف المقتنيات الجديدة.
- يجب العمل على إعادة تدويرأكياس البلاستيك اللينة التي تستخدم في الأسواق التجارية وتملأ شوارع ومصبات القمامة، كما أن مبادرة فرز القمامة في كيسين منفصلين، أولهما للقمامة العضوية والثاني للأشياء التي يمكن إعادة تدويرها مثل البلاستيك والورق المقوى، تبقى المبادرة الأكثر رفقا بالصحة والبيئة وبالطيور والكائنات البحرية.