د نصر بسيوني يكتب:ديمقراطية النحل وابداع الخالق
من يتخذ القرار في حالة التطريد و أختيار المكان الجديد للطرد هو عدد من الشغالات كبيرة السن (مجلس حكماء) و أن القرار يتخذ غالبا في 4 أيام
خبير تربية النحل – مصر
قضى عالم سلوكيات النحل توماس سيلى عمره في دراسة سلوكيات النحل لخصها في كتابين هامين هما (ديمقراطية نحل العسل) و (الحكمة في خلية نحل العسل) وفى رأيى الشخصى أن ما أكتشفه هذا العالم في دراسته كان قليل عليه أن يفوز بجائزة نوبل كما فاز بها عالم النحل كارل فون فريش الذى أكتشف لغة النحل.
أهم جزء فى دراسة توماس سيلى و التي لخصها في كتابه (ديمقراطية نحل العسل) كانت الخاصة بدراسة من يتخذ القرار قى خلية نحل العسل عند خروج الطرد و أختيار مكان جديد للطائفة هل هي الملكة أم الشغالات؟
و بعد دراسة سنوات لظاهرة التطريد و تصويرها داخل و خارج الخلية توصل توماس الى أن من يتخذ القرار في حالة التطريد و أختيار المكان الجديد للطرد هو عدد من الشغالات كبيرة السن (مجلس حكماء) و أن القرار يتخذ غالبا في 4أيام .
يوميا تخرج عدد من الشغالات كبيرة السن (نحل كشاف) تبحث عن مكان جديد يناسب سكن الطرد الجديد كجزع شجرة مجوف مثلا أو غيره وتعود هذه الشغالات تصف هذا المكان لبقية الطائفة و تعطيه تقييم (درجة) برقصة خاصة و عدد من الأهتزازات وصوت خاص ويجرى عليه تصويت من النحل الكبير السن يوميا في الثلاثة أيام الأولى.
كل يوم يتم أستبعاد أقل الأماكن حصولاً على الأصوات في اليوم السابق له حتى يتفق الجميع على مكان واحد يحصل على أغلب أصوات الحكماء في اليوم الثالث فيتم الخروج إليه في اليوم الرابع.
أغلب الأراء ترجح أن من يتخذ القرار في الطائفة هو الشغالات فهى التي تمنع الغذاء عن الملكة التي ستخرج للتطريد حتى يقل حجم مبايضها و تستطيع الطيران وهو الذى يدفعها دفعاً للخروج من الخلية.
الشغالات هي من تدفع العذراء للخروج للتلقيح.
الشغالات هي من تغذى العذراء بالغذاء الملكى و تنظف بقايا التلقيح من جسمها بعد عودتها و تدفئها حتى تبدأ وضع البيض.
الشغالات هي من تخفض من كمية الغذاء الذى تتناوله الملكة في فترات العسر حتى يقل وضع الملكات للبيض وتزيد الغذاء في فترات اليسر حتى تزيد الملكة من وضع البيض.
الشغالات هي من تحاصر الملكات و تجبرها على وضع البيض في البيوت الملكية عند رغبتها في التطريد أو تغيير الملكة المريضة أو كبيرة السن (الأحلال).
ملحوظة فكرت أن اضع صورة للنحل ولكنى لم أجد أفضل من وضع صورتين للعالم الذى قام بهذه الدراسة الأولى عند بدء الدراسة و الثانية في الأعوام الأخيرة منها أعترافا بالفضل له لما بذله حتى يوضح نقطة واحدة من سلوكيات هذا المخلوق.
” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (191) أل عمران