الأخبارالصحة و البيئةالمحميات الطبيعيةحوارات و مقالاتمصر

د عاطف كامل يكتب: الاستثمار بالمحميات الطبيعية فى مصرعلمياً وسياحياً

>>مصطلح «المحميات» يطلق على المناطق المخُصّصة للحفاظ على الطبيعة، وإجراء البحوث العلمية المتعلّقة فيها

رئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان- كلية الطب البيطرى- جامعة قناة السويس

إن الهدف العام من الاستثمار في المحميات الطبيعية يتمثل في إرساء نظام مالی مستدام للمحميات الطبيعية، وما يستلزم من هياكل للإدارة ونظم وقدرات لضمان الاستخدام الرشيد للعائد المحقق طبقًا لأولويات متطلبات صون التنوع البيولوجى، وأن أبرز النتائج المستهدفة من الاستثمار في المحميات الطبيعية، تتمثل في صياغة أطر عمل قانونية وسياسية ومؤسسية؛ لتنمية الموارد المالية للمحميات، وحشد الموارد المالية لتحقيق الإدارة الكفؤة، والتخطيط الاستثمارى وأنظمة الإدارة الفاعلة من خلال المحميات الطبيعية.

إن الأهمية التي تمثلها المحميات الطبيعية بشكل عام لمصر كبيرة، وأن مصطلح «المحميات» يطلق على المناطق المخُصّصة للحفاظ على الطبيعة، وإجراء البحوث العلمية المتعلّقة فيها، وحماية الحياة البرية من نباتات وحيوانات وسائر المخلوقات التي تحويها، وتتأتى تلك الحماية بواسطة تطبيق الوسائل والأساليب المختلفة التي ساهمت في جعل الأراضى غنية بالحياة البرية فيما مضى.

إن مساحة المحميات الطبيعية (30 محمية) في مصر تبلغ حوالى 15% من مجمل مساحة الجمهورية، وتقع نسبة لا بأس بها منها في محافظة جنوب سيناء، التي تكاد أن تكون بأكملها محمية طبيعية، أن نظام التصنيف العالمى للمحميات الطبيعية الذي يقسمها إلى فئات عدة، وهى: الفئة الأولى التي يتمتع ما يندرج تحتها بالحماية الدقيقة أو الصارمة وتتمثل في الطبيعة والمناطق البرية، ، والفئة الثانية مثل حماية المظاهر الطبيعية وتتمثل في النصب التذكارى الطبيعى، والفئة الثالثة وتتمثل في حماية الأنواع والمواطن البيئية، والفئة الرابعة التي تتضمن حماية «Landscape» البرى أو البحرى والاستجمام، والفئة الخامسة وهى الاستخدام الداعم للنظام البيئى الطبيعى وحماية الموارد المدارة بيئياً، والفئة السادسة وتتمثل حماية المناطق الأنثروبولوجية والمناطق الأحيائية الطبيعية، والفئة السابعة وتندرج تحتها المحميات المتعددة الاستخدام ومحميات صيانة الموارد، والفئة الثامنة وتتضمن مناطق حماية البايوسفير، والفئة التاسعة وتختص بمحميات مواقع الميراث العالمى (3 مواقع فى مصر).

أهداف إنشاء المحميات الطبيعية:
1. الحفاظ على العمليات والعلاقات البيئية الطبيعية المتوازنة ومراقبتها بصفة مستمرة.
2. صون وحفظ الأنواع النباتية والحيوانية والمصادر الوراثية التي تستوطن هذه المناطق أو تستخدمها كمحطات في طريق هجرتها.
3. الاستغلال الاقتصادي المنظم والرشيد لهذه الموارد الحيوية التي يمكن أن تنشأ في هذه المحميات.
4. أن تبقى هذه المحميات بنوكاً وراثية حية تكون داعماً عند الحاجة للنظم البيئية الهشة أو التي تتعرض للحوادث الطبيعية أو البشرية.
5. الاستثمار التوعوي لهذه المواقع بحيث تزيد الوعي العام للمواطنين بأهمية هذه المحميات.
6. إعادة تأهيل الأنواع المنقرضة والتي توجد في مواقع أخرى مشابهة وإعادة تنمية وتأهيل الأنواع المهددة بالانقراض والنادرة بحيث تؤمن عودتها بأعدادها الطبيعية التي كانت موجودة في الأيام الخالية للتوازن البيئي.
7. تطوير مشاريع السياحة البيئية المستدامة خاصة بعد أن أصبحت المنافس الأول للأماكن الأثرية والتاريخية إنما بالشكل الذي لا يؤثر على سلامة هذه المحميات من التدهور.

إن الاستثمار في المحميات الطبيعية، اتجاه تسعى إليه وزارة البيئة فى مصر بهدف تعظيم الاستفادة منها، واستمتاع المواطنين بالأجواء الطبيعية بها، واضعين فى الاعتبار عدد السكان الموجودين فى تلك المناطق نظرا لوقوعهم بالقاهرة والفيوم، من خلال مشاركة القطاع الخاص، وتأتي تلك الخطوة وسط شروط حددتها الوزارة على الراغبين فى الاستثمار بالمحميات أن يلتزموا بها، حيث يرتبطون بمعايير بيئية فى المنشأت كمراكز الزوار، حيث تم طرح الاستثمار لإقامة أنشطة بمحميات المنطقة المركزية بالقاهرة والفيوم، لوضع المحميات على خارطة المواطنين بشكل أكبر من ذلك.

ما فائدة الاستثمار في مناطق المحميات الطبيعية؟

تمتلك مصر مساحات واسعة من المحميات الطبيعية المعروفة بالتنوع البيئي والحيوي، وهو ما يعد مصدر جذب لقطاع كبير من السائحين، خاصة في ظل التوجه العالمي السائد والذي يرمي إلى الاهتمام بالسياحة البيئية والتمتع بالطبيعة، وبالتالي يجب الاهتمام بتنمية ذلك القطاع الحيوي وتطويره لتحقيق مصادر دخل أعلى من الموجودة عليه حاليا.

وعن أهمية توجه الحكومة لدعم وتنمية قطاع الاقتصاد الأخضر ومشروعات السياحة البيئية، هو أن الاستثمار في هذا القطاع خاصة المحميات الطبيعية يفيد في دعم أبحاث النباتات البرية والحيوانات البرية من خلال مصادر الدخل الناتجة عن تنشيط السياحة في تلك المناطق بما لا يضر الكائنات الحية فيها ويضمن الحفاظ عليها.

الخدمات المتوقع توفيرها داخل المحميات كافيتريات ومخيمات

أن الزوار في المحميات المفتوحة يتوقعون الاستفادة منها بشكل أكبر، من خلال توفيرالخدمات اللازمة مع ضرورة تطوير البنية التحتية بالمحميات لتفي باحتياجات الزوار وعمل مراكز لهم وشبكة مدقات لتحقيق الأمان، والمظلات والكافتريات التي تقدم الأطعمة الخفيفة، وإقامة المخيمات البيئية لمساعدة الزوار على قضاء وقت طيب داخل المحمية.

وبدعم وتوجيه القيادة السياسية للعمل البيئى وبالتعاون المشترك بين العديد من الوزارات قامت الوزارة بدعم السياحة البيئية في المحميات الطبيعية باعتبارها من أهم ملامح العمل البيئى فى الفترة السابقة، كما تعد أحد أهم فرص الاستثمارمن خلال التعاون بين جمسع القطاعات وخاصة البيئة والسياحة البيئية بإعتبارها الرابط المشترك للقطاعات المتعددة وفق رؤية مصر 2030 .

أن وزارة البيئة تعمل على تطوير المحميات من خلال العمل على أربعة محاور متوازية و مترابطة حيث يعتمد المحور الاول على وجود بنية تحتية أساسية للمحميات الطبيعية من أجل  حماية الموارد الطبيعية وضمان استدامتها وقد تم العمل على مدار العامين الماضيين على تطوير وانشاء  البنية التحتية لـ 13 محمية طبيعية على مستوى الجمهورية من خلال تنفيذ ١٠ مشروعات لرفع كفاءة البنية التحتية بمحميات جنوب سيناء ووداى الريان، والانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى لرفع كفاءة البنية التحتية بمحمية سالوجا و غزال وجارى استكمال تطوير وتحديث منظومة إدارة المحميات الطبيعية.

واما المحور الثانى يعتمد على وضع التشريعات و القرارات التى تضمن حماية الموارد الطبيعية واستدامة المنظومة المالية بها من خلال اصدار  قرار 202 الخاص بتنظيم الاستخدامات البشرية للانشطة البحرية والتى يتم استخدم جزء من الموارد المالية الناتجه عن تنفيذه فى مشروعات تطوير ودعم السياحة البيئية حيث تم  إنشاء وتجديد عدد  ٧٠ شمندورة بحرية بجنوب سيناء لتأمين مراكب السياحة وخفض التأثير البيئى بتفادى ربط المراكب بالشعاب المرجانية بما  يحفاظ على الحياة البحرية ويوفر تجربة سياحية بيئية فريدة داخل المحميات.

ام المحور الثالث يركز على أهمية دمج السكان المحليين كأحد أهم محاور تطوير المحميات الطبيعية و العمل على تنميتهم اقتصاديا و اجتماعيا من خلال تنفيذ برامج تدريبية لتطوير حرفهم مع الحفاظ على تراثهم الثقافى والبيئى، و هو ما أدى الى ارتفاع دخل السكان المحليين  بنسبة تتجاوز 400% خلال العامين الماضيين كما تم  التسليم النهائى لـ 24 مركب سياحى ببحيرة وادى الريان للسكان المحليين، بالإضافة إلى الاعتماد عليهم ضمن فرق العمل الأساسية بالمحمية حيث يشكل السكان المحليين نسبة 70 %من طاقة العمل بمحمية وادى الجمال.

أن المحاور الثلاث السابقة تعتبر ضرورية و أساسية للعمل على المحور الرابع و هو طرح الاستثمار بالمحميات الطبيعية للقطاع الخاص من خلال تقديم الخدمات المطلوبة للزوار بكافة أشكالها داخل المحميات الطبيعية وذلك في إطار مخطط طموح للارتقاء بمستوي السياحة البيئية والذى بدأ بالاعلان عن طرح اول استثمار بالمحميات المركزية بالقاهرة و الفيوم لتنفيذ أنشطة بيئية متكاملة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في استخدامات المحميات الطبيعية وتنوع الأنشطة بها وبما يوفر تجربة سياحية بيئية مميزة وممتعه داخل المحميات.      .

إن محاور تطوير المحميات الطبيعية ودعم السياحة البيئية تتطلب الترويج للسياحة البيئية و تحديث برامج التوعية البيئية بما يتفق مع تطورات العصر وذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستحداث تطبيقات الكترونية تحقق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين لتعريفهم بما تملكه مصر من موارد والاسس الحاكمة لاستخدامها وأهمية الحفاظ عليها كأحد محاور مجهودات الدولة لحماية البيئة وتحقيق رفاهية المواطنين.

ولذلك قامت الوزارة باطلاق الحملة الوطنية “إيكو إيجيبت Eco Egypt” والتي تهدف إلي الترويج إلى السياحة البيئية بـ 13 محمية طبيعية مع العمل على رفع الوعي البيئي لقطاع السياحة و السائحين لدعم السياحة المستدامة وقد حققت الحملة العديد من النجاحات التى تستكملها خلال الفترة القادمة بالإعداد لإطلاق المرحلة الثانية بما يساهم في نمو اكبر للسياحة البيئية بمصر ، كما قامت الوزارة بإعداد الدليل الإرشادى لدمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقى وتحديث علامة الجرين ستارGreen star)).

وفى إطارخطة لاستكمال تطوير وتحديث منظومة إدارة المحميات الطبيعية قامت وزارة البيئة والتى أسفر العمل بها خلال الفترة من 2018 و حتى الآن الى العديد من النتائج على المستويين المحلى و الدولى ومنها ارتفاع نسبة الزوار بالمحميات الطبيعية الى ما يزيد عن المليون زائر مع الوضع فى الاعتبار اثار الازمة العالمية الخاصة بانتشار فيروس كورونا و تأثيرها على القطاع السياحى بالاضافة الى نيل مشروع الطيور الحوامة المهاجرة التابع للوزارة جائزة الطاقة العالمية كمثل للمشروعات الرائدة والمستدامة لحماية الطيور علاوة على اشادة الاتحاد الدولى لصون الطبيعة بتقرير الاداء السنوى لمواقع التراث العالمى لعام 2020 بموقع وادى الحيتان كأحد مواقع التراث الجيولوجى بمصر.

 

Back to top button