الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د نيهال نعينع يكتب: أخطر بكتيريا تهدد مزارع الأسماك      

>> بكتيريا الادوارسيلا فى مزارع الاسماك  وعلاقتها بالملوثات                                 

باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعى كفرالشيخ – تخصص بكتيريولوجى -مركز البحوث الزراعية – مصر

الأسماك مصدر بروتينى هام غنى بالأحماض الأمينية والمعادن مثل الزنك واليود والنحاس والسيلينيوم وفيتامين (أ ) و (ب 12) و (د) كما أنها تتميز عن اللحوم بما تحتويه من كميات ضخمة من الفسفور إضافة الى طيب مذاقها وسهولة هضمها وإحتوائها ايضا على الأحماض الأمينية أوميجا 3 التى لا يستطيع الأنسان تكوينها بمفرده وتساعد هذه المادة على سيولة الدم وتأخير الشيخوخة وتقى من أمراض القلب لذلك فان الاطباء ينصحون بتناول الأسماك مرتين اسبوعيا.

الأسماك فى بيئتها المائية ممكن إصابتها بأى نوع من الملوثات سواء كانت ملوثات بيولوجية مثل) البكتيريا – الفيروسات – الفطريات – الطفيليات (  أوملوثات كيمائية وهذه الملوثات تتعايش مع الأسماك فى الظروف العادية ولا تحدث أى تأثير أما عند إرتفاع نسبة هذه الملوثات او حدوث تغيرات مفاجئة فى البيئة المحيطة بالأسماك مثل:

  • تغيرات مفاجئة فى درجة الحرارة.
  • تغيرات فى الأس الهيدروجينى.
  • إرتفاع نسبة التلوث بالمعادن الثقيلة.

فان هذه الكائنات البيولوجية تهاجم الأسماك وتحدث بها أعراض مرضية ونسبة نفوق حيث أن الإصابة المرضية ليست نتيجة طبيعية لعلاقة محددة بين العائل والميكروب المسبب للمرض، بل هى نتيجة نهائية لعملية مركبة ومعقدة تدور حلقاتها بين العائل (السمك) والمسبب والبيئة بعواملها المختلفة سلباً وإيجاباً.

وتمثل الأمراض البكتيرية أحد أهم معوقات الإستزراع السمكي في المياة العذبة والشروب والمالحة في مصر علي السواء. وتمثل مياه الصرف الزراعي المصدر الرئيسي لتواجد المسببات البكتيرية الضارة المختلفة في مياه المزارع السمكية، الأمر الذي لا يقتصر فقط علي المردود الإقتصادي السلبي لهذا الميكروبات علي صحة الأسماك وإنتاجيتها ، بل يتعدي ذلك تأثيرها الضارعلي صحة الإنسان المتعامل أو المستهلك للأسماك المستزرعة من هذه المياه الملوثة .

وتعتبر أمراض التسمم الدموي البكتيري العائق الأكبر لإنتاجية الأسماك المستزرعة في المزارع السمكية نظراً لتواجد الميكروب المسبب في دم الأسماك المصابة مفرزا سموماً قوية تكون هي السبب الأساسي لتلف الأنسجة المختلفة وغالباً ما يصاحبها نسب نفوق عالية قد تصل في كثيراً منها في الحالات الحادة إذا أهمل التعامل معها من 80% -100%.

ومن المسببات الميكروبية لأمراض التسمم الدموي : ميكروب الإيدوارسيللا تاردا .

الإيدوارسيللا تاردا:

هو أحد مسببات الأمراض الخطيرة للأسماك ويسبب مرض جرثومي حاد أو تحت الحاد أو مزمن يصيب مجموعة متنوعة من أنواع الأسماك و يتميز بتكوين الخراج.

العوامل المساعدة لظهور المرض:

العامل الاساسى الذى يؤدى الى حدوث هذا المرض هو تعرض الأسماك   إلى أحد العوامل المجهدة مثل:

  • تقلب وارتفاع درجة حرارة الماء.·
  • انخفاض الأكسجين المذاب.·
  • ارتفاع نسبة المواد العضوية فى التربة والمياه·
  • ارتفاع نسبة الأمونيا في الماء.
  • التعامل السئ فى نقل الأسماك.
  • زيادة اعداد الأسماك وتكثيفها بالأحواض
  • نظام غذائي غير لائق.

طريقة وكيفية حدوث العدوى:

  • تحدث العدوى عن طريق الفم وعن طريق الخدوش فى الجلد أو الخياشيم والشبكات والمعدات الملوثة.
  • تحدث العدوى غالباً فى الأسماك التى تعانى من الإجهاد فى المزارع السمكية كما أن نقل الزريعة لمسافات طويلة أهم عوامل الإجهاد للأسماك.
  • تكاثر الميكروبات فى أمعاء الأسماك يصاحب بإفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة بسم الإنتيروتوكسين والذى يؤدى إلى التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية.
  • ومع تزايد التكاثر البكتيرى فى الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب إلى الدم ليفرز العديد من السموم البكتيرية أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوتوكسين والتى تؤدى إلى التكسير الحاد فى خلايا الدم الحمراء والبيضاء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتى تؤدى إلى العديد من الأعراض المرضية الخارجية والداخلية.
  • فى الحالات المزمنة يصل الميكروب إلى عضلات و جلد الأسماك مفرزاً سماً آخر يعرف بإسم الدرمونكروتوكسين والذى يؤدى إلى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة فى أجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة.

أعراض المرض:

الطور فوق الحاد:

  • النفوق الحاد فى الأسماك المصابة والذى يصل إلى نسبة 100% فى الأسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الأسماك) وحوالى 80 -90% فى الأسماك اليافعة دون ظهور أعراض خارجية .

الطور الحاد:

  • الأنزفة الخارجية على زعانف والأماكن المختلفة من جلد الأسماك المصابة.
  • تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف فى الأسماك المصابة.
  • جحوظ العينين.
  • الإستسقاء البطنى.
  • بروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الأسماك .

الطور المزمن:

  • القرح السطحية والعميقة على جسم الأسماك المصابة ذات المكان المميز فى بداية ظهورها فى الأسماك المختلفة حيث منطقة الذيل فى أسماك المبروك العادى ، الظهر فى أسماك البلطى النيلى والمنطقة الخلفية للرأس فى أسماك البورى.
  • فى حالة الإصابة فى أسماك القرموط يظهر بعض الإنتفاخات على الجلد و المحتوية على غاز كبريتيد الهيدروجين ذو رائحة البيض الفاسد والذى يؤدى إلى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه فى مياه الصرف الصحى.

عند فحص الاسماك المصابه تشريحيا تظهر العلامات الآتية:

  • عند فتح البطن نجد استسقاء بخروج سوائل مخاطية ومتقيحه صفراء مخلوطة بالدم لها رائحة.
  • احمرار الأمعاء أو جزء منها مع التصاق الأمعاء بألياف بيضاء مصفرة في بعض الحالات.
  • تضخم المرارة وتغير لون الكبد إلى الأصفر الفاتح أو الأخضر-
  • تضخم الطحال.

و يمكن تشخيص هذا المرض عن طريق:

  • الفحص الظاهرى للأسماك المصابة و يشمل تاريخ المرض فى المزرعة ، نوعية الأعلاف المستخدمة ، نوعية المياه المستخدمة.
  • الأعراض المرضية الظاهرية.
  • الصفات التشريحية الداخلية.
  • عزل المسبب المرضى البكتيرى معملياً و تصنيفة بيوكيميائياً.
  • التصنيف المؤكد من خلال طرق البيولوجية الجزيئيئة ( PCR ).

طرق الوقاية و العلاج :

الوقاية خير من العلاج تماماً علي أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع لعدة أسباب:

  • أن العلاج غالباً ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك مما يعنى أن السموم البكتيرية التى تحدث تلف الأنسجة فى الأسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية.
  • أن العلاج الكيميائى غالباً ما يكون بإستخدام المضادات الحيوية ، ولكن تأثير المضاد الحيوى قاتل للبكتريا ولكنة لا يؤثر على السموم البكتيرية المفرزة.
  • أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالباً ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية.
  • مع وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوى المستخدم للأسماك يحدث تعود للميكروب على المضاد الحيوى المستخدم مما يؤدى إلى وجود عترات بكتيرية ممرضة لا تتأثر بهذا المضاد الحيوى .

طرق الوقاية:

  • تجنب العوامل المساعدة لانتشار المرض وظهور العدوى وتجنب إجهاد الأسماك
  • الاهتمام بالأحواض وتجفيفها وتعقيمها بالكلس الحي وبمعدل 1500 كغ / هكتار لقطع دورة حياة العامل المرضي.
  • تطبيق نظام الحجر البيطرى ومنع دخول الأسماك البرية
  • عدم توزيع الأسماك المريضة على مزارع أخرى.
  • التخلص من الأسماك النافقة بالحرق والدفن.
  • تعقم أدوات الصيد بمحلول برمنغنات البوتاسيوم بمعدل 1 غرام لكل 100 لتر ماء.
  • بالنسبه للأسماك المرباة يجب وضع الشباك الخاصة بمنع دخول اى أسماك غريبة مريضة أو حاملة للمرض إلى الأحواض.
  • التأكد من مصدر الأسماك وخلوها من الإصابة بأي أمراض.

طرق العلاج:

  • استخدام المضادات الحيوية (كإضافات علفية و مطهرات خارجية ) فى الحالات المتقدمة لسرعة القضاء على الميكروب.
  • استخدام المطهرات الخارجية مثل ملح الطعام و برمنجنات البوتاسيوم كحمامات خارجية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى