«الفاو» تشيد بدور مصر في النهوض بإنتاجية المحاصيل لأصحاب الحيازات الصغيرة

كشف تقرير رسمي أصدرته ورشة عمل تعزيز نظم الخدمات الإرشادية والاستشارية الريفية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تحت عنوان «تفعيل الخدمات الريفية لصالح صغار المنتجين والمزارعين الأسريين» لعرض ومناقشة نتائج تقييم الخدمات الإرشادية والاستشارية التعددية والموجهة نحو السوق في مصر.

تناول التقرير العديد إشادة بالدور المصري في حل التحديات التي تعيق تقدم وتطور هذا القطاع الحيوي من خلال رفع كفاءة الموارد الطبيعية، والحد من هجرة الشباب من المناطق الريفية، وتمكين المرأة من أداء دورها في التنمية الريفية، وفع كفاءة البنية التحتية في الريف من خلال مبادرة حياة كريمة، وتفعيل دور خدمات الإرشاد الزراعي، مشيرا إلي أن هذه المشروعات ساهمت في مواجهة تحديات الزيادة السكانية بنسبة تصل إلي 2.5 % سنويا، وان سياسة الحكومة ساهمت في الحفاظ على الأراضي الزراعية المنتجة ودورها  في تحقيق الأمن الغذائي في مصر.

ووفقا للتقرير فإن معظم المنتجين الزراعيين في مصر هم من صغار المزارعين وتصل نسبتهم حوالي 90 ٪ من المزارعين اصحاب الحيازات الصغيرة بمساحة أقل من 3 فدان وللحفاظ على الإنتاج الزراعي، فإنه من المهم للغاية زيادة دخل صغار المزارعين، لضمان الاستمرارية في أنشطة زراعة أراضيهم من خلال ما تقوم به وزارة الزراعة من تقديم خدمات إرشادية حديثة أو من خلال خدمات التحول الرقمي.

ولفت التقرير إلي أنه في الوقت نفسه تعتبر الإنتاجية الزراعية في مصر عالية، حيث تنعم مصر بساعات طويلة من أشعة الشمس والأراضي الخصبة، وتحقق المحاصيل الرئيسية في مصر غلة أعلى من المتوسط العالمي. ويساهم مستوى الإنتاجية المرتفع بالفعل في زيادة الدخل عن طريق زيادة الإنتاج، وبالتالي فإن تحسين التسويق وزيادة الربحية هو المفتاح لزيادة دخل المزرعة.

ومن جانبه قال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة ان ورشة العمل ناقشت دور الحكومة في حل جميع المشاكل التي تواجه صغار المزارعين الناتجة عن سياسات التنمية الزراعية والريفية المحددة والموجهة جيدا، مشيرا إلي أن مصر لديها خطط طموحة لزيادة إنتاجية المحاصيل لدي أصحاب الحيازات الصغيرة وخلق وظائف مربحة، خاصة للنساء والشباب.

وأضاف «عزوز»، ان هذه الخطة تعتمد علي الحد من الأخطار الطبيعية والصدمات والضغوط التي تتفاقم بسبب محدودية القدرات المتاحة لصغار المزارعين للتكيف وتطوير مهاراتهم. علاوة على تطبيق منظومة لتحسين وتسويق منتجاتهم يمكن أن تشمل تقلب الأسعار وقلة رأس المال والأصول والخدمات المناسبة.

وشدد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي علي أهمية تحويل تحديات  تأثير حجم الحيازات لدي صغار المزارعين إلي قيمة إقتصادية لتقليل تكلفة الإنتاج «صغر حيازات» لتبني التقنيات ذات العائد المرتفع والميكنة وإنتاج فائض قابل للتسويق، والحد من مخاطر الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية والسمكية العابرة للحدود التي تفاقمت بسبب تغير المناخ  ادت الي المزيد من الضغط على صغار المزارعين الأسريين.

ولفت «عزوز»، إلي إنه لكي يزدهر الإنتاج الزراعي والربحية لأصحاب الحيازات الصغيرة بما يساهم بتحسين سبل العيش، يعمل قطاع الإرشاد الزراعي علي تقديم الخدمات الزراعية اللازمة لتطوير مهارات أصحاب الحيازات الصغيرة إلى الوصول إلى الخدمات الإرشادية التي تمكنهم من زيادة إنتاجيتهم وإدارة مزارعهم كنشاط تجاري مستدام، والربط بأسواق المدخلات والمخرجات والعمل بشكل جماعي لتحسين مستوى معيشتهم.

وشدد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي علي إن المساهمة في تحقيق هذه الأهداف والعمليات الطموحة تتطلب تعزيز الخدمات الإرشادية والاستشارية الريفية، بالإضافة إلى تعزيز دور منظمات المنتجين والمؤسسات الريفية. وفي هذا السياق يستوجب الامر  الاخذ بنظر الاعتبار تعدد مقدمي الخدمات من القطاع الحكومي والتعاونيات والمنظمات غير الحكومية والشركات الزراعية وامكانية التنسيق فيما بينهم بشكل فعال لتحقيق نظام خدمة تعددي يستجيب الإحتياجات صغار المزارعين.

وأوضح «عزوز»، ان مواجهة هذه التحديات يعتمد علي   الإستفادة من النظم التعددية والمزايا النسبية لكل جهة فاعلة وتكامل الخدمات التي تقدمها، كما تلعب منظمات المنتجين دو ًراً رئيسيًا في تقديم الخدمات والتوجه نحو السوق، مشيرا إلي أن الخدمات الإرشادية والاستشارية التعددية الموجهة نحو السوق تشمل مجموعة من الخدمات الاقتصادية والفنية والاجتماعية والتنظيمية والقانونية. وتقدمها أطراف متعددة وبمصادر تمويل مختلفة من القطاع العام والخاص والمنظمات غير الربحية وجمعيات المزارعين.

وأشاد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بالدور الذي تقوم به منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  «الفاو»، لتقييم وتقديم  الخدمات الإرشادية والاستشارية الريفية في مصر لتعزيز نظم الاستشارات الريفية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ومنها مصر والعمل على نجاح الخدمات الريفية لصغار المنتجين والمزارعين الأسريين”. يتم تنفيذ العمل في إطار المبادرة الإقليمية للمنظمة الدولية بشأن الزراعة الأسرية والمبادرة الإقليمية بشأن الزراعة الأسرية الصغيرة التي تهدف إلى تعجيل وتيرة البرامج والسياسات من أجل الحد من الفقر الريفي وتعزيز النمو الاقتصادي والأمن الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.