د مريم بدير تكتب: جرثومة المعدة بين الانسان والحيوان
معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعتبر عدوي الهيليكوباكتر (جرثومة المعدة)، واحده من أكثر الأمراض المعدية انتشارا في جميع أنحاء العالم، كما انها تنتشر في مصر بنسبه عالية خاصة الهيلكوباكتر بيلوري.
تستطيع عترات الهيليكوباكتر أن تهاجم الغشاء المخاطي لجدار الجهاز الهضمي في الإنسان والحيوانات البرية كالقرود كذلك الحيوانات المستأنسة مثل) القطط، الكلاب، الطيور والخنازير).
تنتقل بعض عترات الهيليكوباكتر المختلفة من الحيوانات للإنسان والتي تؤثر بدورها على الصحة العامة مثل بعض العترات التي تنتقل من الكلاب والقطط الي الانسان حيث تعمل الكلاب والقطط كحامل بالعلامات السريرية الخفيفة أو قد تكون بدون علامات وتلعب دورا رئيسيًا في انتقال العدوى الي البشر.
معظم الأشخاص لا يدركون أنهم مصابون بعدوى الهيلكوباكتر لأنهم لا يعانون من أعراضها مطلقًا. ليس من الواضح سبب ذلك، لكن قد يولد بعض الأشخاص بمقاومة أكبر للتأثيرات الضارة لبكتيريا الهيلكوباكتر.
تتأقلم الجرثومة وتعيش في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة وتقاوم التأثير الحامضي القوي لعصارة المعدة بإفراز انزيم اليورياز Urease الذي يحول اليوريا الموجودة في العصارة اللعابية والمعدية إلى أمونيا التي تعادل الوسط الحامضي الموجود بالمعدة وتجعل الجرثومة تعيش في أمان.
ولكن عند ظهور مؤشرات المرض وأعراض الإصابة بعدوى بكتيريا الهيلكوباكتر، فهي قد تتضمن ما يلي:
ألم حارق في المعدة
ألم في البطن يزداد سوءًا عندما تكون المعدة فارغة
الغثيان
فقدان الشهية وفقدان الوزن.
التجشؤ المتكرر
البلغم.
الانتفاخ في الجزء العلوي من البطن.
تساقط الشعر وتشقق وتكسر الأظافر.
فقر الدم.
الربو والضعف.
الغازات.
الزرق (Glaucoma).
الإصابة بسرطان المعدة في بعض الحالات.
أسباب انتشارها: –
الطريقة الاكيدة التي تصيب بها بكتيريا الهيلكوباكتر الأشخاص لا تزال مجهولة. قد تنتقل من شخص إلى آخر من خلال الاتصال المباشر باللعاب، أو القيء، أو البراز. وقد تنتقل من الحيوان للإنسان كما ذكرنا سابقا. وكذلك قد تنتشر أيضًا من خلال الأطعمة أو المياه الملوَّثة.
تشخيص بكتيريا الهيلكوباكتر: –
يتوفر عدد من الفحوص والاختبارات لتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة ولا تقتصر أهمية هذه الاختبارات في الكشف عن بكتيريا الهيلكوباكتر فقط، ولكنها تُستخدم أيضًا بعد العلاج للتأكد من تخلص الجسم منها
فحص الدم
يساعد فحص الدم في كشف وجود أجسام مضادة (Antibodies) لجرثومة المعدة في الدم؛ ولكن لأن هذه الأجسام المضادة تبقى في الدم حتى بعد القضاء على الجرثومة، فإن هذا الفحص لا يعتبر موثوقًا وذا مصداقية كافية، وبالتالي لا يمكن الاكتفاء به لإثبات وجود الجرثومة في الجسم.
اختبار البراز
يعتبر اختبارًا دقيقًا للغاية، ويكشف ما إذا كان جسم المصاب يحتوي على مستضدات (Antigen) الجرثومة.
وأكثر اختبارات البراز شيوعًا هو فحص مستضد البراز الذي يُستخدم للتحقق من البروتينات الغريبة (المستضدات) المرتبطة بعدوى بكتيريا الهيلكوباكتر في البراز. ويمكن للمضادات الحيوية والأدوية المثبطة للأحماض المعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون وبسموث سبساليسيلات (Pepto-Bismol) أن تؤثر على دقة هذه الاختبارات. وإذا كانت الحالة قد شُخصت بعدوى بكتيريا الهيلكوباكتر وخضعت للعلاج منها سابقًا، فسينتظرالطبيب أربعة أسابيع على الأقل بعد إكمال جرعة العلاج بالمضادات الحيوية لإجراء اختبار البراز. وسيطلب الطبيب التوقف عن تناول أدوية مثبطات مضخة البروتون لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل إجراء الاختبار.
يمكن استخدام اختبار معملي يُسمى تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للبراز في الكشف عن عدوى بكتيريا الهيلكوباكتر في البراز وعن الطفرات التي قد تقاوم المضادات الحيوية المستخدمة لعلاجها.
فحص تنظير المعدة (Gastroscopy)
هو فحص يتم من خلاله إدخال أنبوب صغير ومرن مزودًا بكاميرا صغيرة (منظار داخلي) عبر حلقك نزولًا إلى المريء والمعدة والاثنا عشر. إذ تسمح هذه الأداة للطبيب بمشاهدة أي اضطرابات في السبيل الهضمي العلوي وجمع عينات الأنسجة (الخزعة). ويتم أخذ عينة من الغشاء المخاطي للمعدة لفحص ما إذا كانت تحتوي على الجرثومة.
اختبار النفس
يستخدم هذا الفحص لقياس كمية ثاني أكسيد الكربون في الجسم، وعمليًا يتم في هذا الفحص استخدام النظائر المشعة.
العلاج
الإجراء المعتاد هو القضاء على البكتيريا وإعطاء المجال للقرحة بالشفاء.
عادةً ما تُعالج عدوى جرثومة المعدة بالعلاج الثلاثي والذي يتألف من نوعين مختلفين من المضادات الحيوية في آن واحد مثل كلاريثروميسين و أموكسيسيلين وذلك للمساعدة في منع البكتيريا من تطوير مقاومة لأحد النوعين. بالإضافة الي دواء مثبط للحمض للمساعدة في شفاء بطانة المعدة مثل من مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول.
ولكن وجد أن أعداد متزايدة من الأفراد المصابين يستضيفون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. وهذا يؤدي إلى فشل العلاج الأولي ويحتاج المريض إلى تكرار العلاج بالمضادات الحيوية أو استعمال طريقة أخرى للعلاج مثل العلاج الرباعي الذي يضيف معلق البيزميث مثل سليساليت البيزميث لعلاج السلالات المقاومة للكلاريثروميسين.