الأخبارالاقتصادالانتاجمصرنحل وعسل

وزير الزراعة السوري: «أنا نحال» بدرجة وزير والنحل علمني كيف أربي أبنائي

>>قطنا: مهرجان عسل النحل السوري «فرصة» للترويج لصناعة النحل عربيا ودوليا

قال المهندس محمد حسان قطنا وزير الزراعة السوري، إن  مهرجان عسل النحل السوري هو  «فرصة» للترويج لصناعة النحل عربيا ودوليا لتطوير النمط الغذائي العربي صحيا،  لتخفيف الأعباء الصحية للدول بسبب سوء التغذية، موضحا أن ذلك يعتمد علي تخطيط حملات عربية مشتركة تشجع علي هذا النمط الغذائي  لخدمة النظام الإستهلاكي الصحي، و إن أهم ما يميز تربية النحل تميز مراعي التغذية وتعددها وتنوعها

وأضاف وزير الزراعة السوري، في حوار خاص لـ«أجري توداي»،  إنه سيتم قريباً افتتاح معمل تحليل في وزارة الزراعة لتمكين المربين من تحليل العسل بأسعار مخفضة والكشف عن جودة الأعسال والحد من أي مخالفات تتعلق بتداول عسل النحل و أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة اللازمة لمساعدة النحالين للتعريف بأفضل المناطق لتغذية النحل لضمان إنتاجية أعلي لخلايا النحل، وإعداد خريطة بالمراعي الطبيعية للنباتات الرحيقية والنحلية بمختلف المحافظات السورية.

ننتقل إلي ملف مهرجان عسل النحل السوري؟

– المهرجان هو عمل تشاركي يعرض فيها المنتجون كميات كبيرة من منتجات العسل والمنتجات الأخرى بالإضافة إلي مستلزمات العسل للإستفادة من الميزة النسبية لسوريا في مجال تربية النحل وإنتاج عسل النحل، خاصة ان البلاد  تتميز بوجود غطاء طبيعي من النباتات ومساحات من الأراضي تنمو فيها الأعشاب المناسبة لتربية النحل وجني العسل المتميز من خلال النحل السوري كما أن هناك تنوع في أنواع العسل وأنواع حبوب اللقاح وهناك تنوع كبير من المنتجات الأخرى بمشاركة 5 دول عربية.

ولكن تداول عسل النحل يرتبك بطمأنة المستهلك حول الجودة؟

– المنتجات المعروضة تتميز بان لها مظلة رسمية ورقابية للتأكد من تطبيق معايير الجودة حيث أن لدينا معامل للتحليل  تصدر شهادات للجودة ويجب علي أي معروضات للعسل تضمين مكونات هذه الشهادة لضمان جودة العسل المعروض وبعض مربي النحل لا يقومون بإجراء تحاليل للحصول علي شهادة جودة لعرضها علي الزبائن ربما بسبب وجودة رسم معين أو نتيجة ثقافة النحالين.

وماذا عن تحليل متبقيات المبيدات في العسل؟

– هناك ملاحظة خلال جولتنا في مهرجان عسل النحل السوري عدم وجود شهادات لمتبقيات المبيدات، بجانب منتجات العسل رغم وجود تحاليل متخصصة في هذا الشأن وتم التنبيه علي ضرورة أن يتم إرفاق معروضات عسل النحل بهذه الشهادات تأكيدا علي جودة المعروضات وفي إطار الشفافية في عرض منتوجات النحل أو العسل.

وقلق المستهلك من غش بعض المنتجات؟

– لا يلجا النحال السوري الي أساليب غش بسبب تنوع المراعي الطبيعية الرحيقية بمختلف مناطق تربية النحل السوري فضلا عن دور الدولة في الرقابة علي المنتجات المعروضة في المهرجان، والنحال السوري لديه ثقة في منتجه ولكن ذلك لا يعفي من ضرورة إجراء التحليل لإعطاء الموثوقية خاصة أن «النحال » يحتاج إلي إعتماد الجهات الحكومية كما أن النماذج الجديدة لخلايا النحل تحتاج إلي تثقيف النحالين ومراعاة المسافات النحلية وحركة النحل لمنع إرباك النحل وضمان  الحصول علي أكبر إنتاجية للعسل من الخلايا.

وتأثير العقوبات الدولية علي قطاع النحل؟

– العقوبات أثرت فقط  علي تحديث منظومة العبوات المخصصة لنحل العسل،  وهو ما لاحظناه بان العبوات شبه موحدة في ظل عدم القدرة علي استحداث تقنيات جديدة من الخارج لتطوير صناعة تعبئة عبوات عسل النحل، لأهميتها في أنها  تعطي أشكال جمالية لمنتجات العسل وسيكون هناك دور كبير لإتحاد النحالين العرب في المساعدة في تلافي هذه الملاحظات من خلال التعاقد مع جهات تصنيع لهذه المنتجات وفقا لأحدث الطرق كما أن العسل يباع بشكل جيد داخليا ولكننا نحتاج إلي التوجه نحو التصدير رغم تأثير قانون العقوبات الأمريكي علي خطط سوريا في دعم النحالين للتوجه نحو زيادة صادرات منتجات النحل والعسل.

ما هي الآثار السلبية الأخرى لقانون قيصر علي صناعة النحل؟

– يقولون ان الحصار الأمريكي وقانون قيصر ضد الحكم ولكنه عمليا ما يتأثر به هو إنه ضد الإنسان السوري وضد حقه في الحصول على الغذاء وخاصة ان سوريا تعتمد على إستيراد المنتجات الغذائية من الخضروات والاعلاف والأدوية والمحروقات والخشب المستخدم لخلايا النحل وشمع النحل فضلا عن قيود التحويل فضلا عن مشاكل الشحن والنقل لمختلف المنتجات، ولذلك فمن المهم الإستفادة من الخبرات التشاركية للدول العربية في مجال تربية النحل وصناعة عسل النحل من خلال إتحاد النحالين العرب حتى نستفيد من خبراتهم.

وعلاقة البحث العلمي بتطوير منظومة تربية النحل؟

– أي عمل بدون بحوث تعكس نتائج عملية لا قيمة له وهو ما يضفي أهمية على البحوث العلمية في تطوير صناعة النحل أو القطاع الزراعي وهو عمل مهم، ولذلك نحتاج إلي قاعدة بيانات لتحديد المواعيد الرحيقية لمراعي النحل ومواعيد إزهارها وكثافتها حتي يتم تحديد عدد الخلايا التي يمكن أن تتواجد في كل منطقة لمنع التنافسية بين النحالين حول هذه المراعي.

حقيقة عمل منظومة النحل؟

– علي مدار 20 عاما لدينا سجلات للمزارعين السوريين حول نوعية المحاصيل المنزرعة ومساحة الأراضي المنزرعة ومساحات المحاصيل البستانية وفقا لسجل خاص في كل إدارة زراعية وكل سجل يوجد به عدد الخلايا المملوكة للمزارعين ولدينا قوائم بأسماء النحالين ويحصل النحال علي رخصة نقل نحله من مكان إلي مكان، كما أن المزارع الذي يمتلك منحل لديه وثيقة تؤكد أنه نحال ومن يراجع يحصل علي الوثيقة وهناك بعض المزارعين لا يقومون بإجراءات الحصول علي وثيقة إنهم نحالين.

المخاطر التي تواجه تربية النحل؟

النحل حشرة حساسة للظروف الطبيعية والمناخية وتعرضنا  مثل كل دول العالم بالمنطقة لظروف مناخية وشدات مطرية كما تعرضت لها مصر وسوريا في ابريل واكتوبر الماضيين أثرت بشكل سلبي علي النحل من ناحيتين الامراض وخاصة «الفاروا»  وإنخفاض درجات الحرارة دون الخمس درجات مما أدي إلي خسائر لقطاع النحل السوري وخاصة في محافظة درعا وتسبب في ضعف حضنة النحل. وهو ما يجب أن يعيه النحال للحد من أي خسائر تتعرض له خلايا النحل في هذه المناطق.

إذن كيف يمكن مواجهة تحديات تطوير الصناعة ؟

– نحن بصدد إصدار قرارات تنظيميه تتعلق بقواعد تصدير النحل ومنها عدم عرض منتجات عسل النحل بدون وجود شهادة تحليل توضح وتنظيم عملية نقل النحل من مكان إلى مكان يرتبط بالقدرة الرحيقية لكل منطقة، وإعادة النظر في جميع القرارات التي تنظم مهنة النحل لزيادة قدرة منتجات العسل للنفاذ للأسواق الدولية وقمنا بتأسيس معمل تحليل جديد بأسعار مخفضة لخدمة النحالين مع تضمينه كود موحد لكل منتج يوضح مكونات العسل الغذائية مع وجودة بيانات آخري تتعلق باسم المنحل وتاريخ الإنتاج ومكانه.

والتعاون مع المنظمات المعنية بالنحل؟

– نستهدف التعاون مع إتحاد النحالين العرب والجهات البحثية لتنظيم عمليات التدريب للنحالين للنهوض بصناعة النحل لوضع برنامج متكامل لحماية النحل من الامراض التي تهدد الإنتاج للتخلص من موضوع الفاروا والنوزيما وهما من الأمراض التي تؤثر بصورة شديدة علي واقع النحل السوري.

وماهي علاقتكم الشخصية بأعمال النحالة؟

– عملت في أعمال النحالة لمدة 25 عاما ولازلت رغم عملي الوزاري متابع للعمل النحلي لعشقي للنحل ويمكن أن تطلق علي أنني «نحال» بدرجة وزير، حيث أنني بدأت تلك المهنة منذ أن كنت طالبا في جامعة دمشق مارست كل العمل الزراعي وما يتعلق به وخاصة مهنة النحالة التي كانت تدر دخلا كبيرا دفعني لتأسيس مشروع لتربية النحل بعد تخرجي مباشرة خاصة إن النحل هو مشروع مجتمعي  يكشف تفاصيل عن حياة النحل إنعكست علي علاقتي بعائلتي، وكيف تتعامل الملكة مع أولادها وكيف تعمل لكي تطعم أولادها وعالم النحل تربية اجتماعية وسلوكية ويعطيك الخير والصحة والعافية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى