إلتقى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري السفير أوكا هيروشى سفير اليابان الجديد بالقاهرة ، حيث تم مناقشة عدد من مجالات التعاون المشترك بين البلدين في مجال الموارد المائية ، وذلك بحضور الدكتور رجب عبد العظيم وكيل الوزارة والمشرف على مكتب الوزير ، والدكتور أيمن السيد رئيس قطاع الرصد والاتصالات لبحث مشروعات التعاون المشترك في مجال المشروعات المائية والوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة.
وإستعرض وزير الري خلال لقاءه السفير الياباني الموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي ، وما أبدته مصر من مرونة واضحة خلال المفاوضات ، مع التأكيد على ثوابت مصر فى حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة ، والتأكيد على السعى للتوصل لإتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.
وأطلع «عبد العاطى» ، السفير اليابانى علي الإجراءات التي تقوم بها الوزارة حالياً لتحسين وتطوير منظومة الري والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ، بهدف مواجهة التحديات المائية وتعظيم العائد من وحدة المياه ، مثل مشروعات تأهيل الترع والمساقى ، والتحول للري الحديث ، والتوسع في تطبيقات الرى الذكى ، ومشروعات إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى ، ودراسة إستخدام المياه عالية الملوحة فى رى المحاصيل ، وأعمال الحماية من أخطار السيول ، وأعمال حماية الشواطئ ، وتأهيل منشآت الرى وغيرها ،واهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة في اعمال ادارة الموارد المائية والري مشيراً لتطلع مصر للتعاون وتبادل الخبرات مع اليابان في هذه المجالات.
وأشاد وزير الري بالتعاون المتميز بين مصر واليابان والذى يمتد لسنوات طويلة تم خلالها تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة بين البلدين فى مجال الموارد المائية ، مشيرا إلى أن مشروع إنشاء مجموعة قناطر ديروط الجديدة والذى بدأ تنفيذه بقرض ياباني ميسر ، يأتى إستمراراً لما تم تنفيذه خلال السنوات الماضية من أعمال إحلال وتأهيل كافة المنشآت المائية الرئيسية الواقعة على بحر يوسف .
وأوضح «عبدالعاطي»، إنه تم خلال السنوات الماضية إنشاء عدد (٦) قناطر بمنحة يابانية هى (قناطر اللاهون الجديدة وفم ترعة الجيزة وفم ترعة حسن واصف ومازوره وساقولا ومنشأة الدهب علي بحر يوسف ، مؤكداً أن هذا مشروع قناطر ديروط يُعد ضمن مجموعة المشروعات الكبرى التى تقوم بها الوزارة بهدف تحديث وتأهيل وصيانة منشآت الري بمختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف وزير الري أنه سبق إعداد دراسة جدوى بمعرفة وكالة التعاون اليابانية (جايكا) لتأهيل نظام الرى على ترعة بحر يوسف بالكامل بين عامى (١٩٩١ -١٩٩٢) ، وإجراء دراسة جدوى متكاملة (فنية – اقتصادية – بيئية – اجتماعية) لمجموعة قناطر ديروط من خلال منحة من الجانب اليابانى وبمعرفه المكتب الإستشارى اليابانى “سانيو” خلال عامي (٢٠٠٩ – ٢٠١٠) والتى تم من خلالها الوقوف على الحالة الإنشائية الهيدروليكية لمجموعة القناطر ومقترحات تطوير منظومة متكاملة لإدارة المياه بمنطقة الدراسة خلف مجموعة القناطر ، والتي تخدم زمام ١.٥٠ مليون فدان في (٥) محافظات هى (أسيوط – المنيا – بنى سويف – الفيوم – الجيزة) .
وبحث «عبد العاطى» والسفير الياباني حول التعاون بين البلدين في اعداد الخطط الإستراتيجية لتأهيل ورفع كفاءة محطات رفع المياه ، وتدريب الكوادر الفنية في مجال إدارة محطات الرفع، وموقف الدراسة الخاصة بتحسين إدارة الموارد المائية بمحافظات الغربية والفيوم وبني سويف والتي تشمل ترع الإبراهيمية وبحر يوسف وقاصد وأبو شوشة وعروس وأبو سير ، وما تم إنجازه حتي تاريخه من أعمال تحديد للترع والمنشات الهيدروليكية المقامة عليها ، حيث من المتوقع نهو أعمال الدراسة بنهاية العام الحالي.
وأشار الدكتور عبد العاطى الي توسع الوزارة فى إستخدام الطاقة الشمسية فى مشروعات الرى ورفع مياه الآبار الجوفية بهدف تقليل الإعتماد على مصادر الوقود التقليدية وتقليل الإنبعاثات فى إطار إجراءات التخفيف من التغيرات المناخية، مشيرا إلي التنسيق بين مصر واليابان من خلال عضويتهما فى “إئتلاف الدلتاوات” ، وإستعراض مساهمات مصر فى الإئتلاف ، وحرص مصر على عرض أولويات وتحديات القارة الأفريقية فى كافة المبادرات الدولية مثل هذا الإئتلاف الهام ، وحشد الدعم الدولى للإئتلاف خلال مؤتمر المناخ القادم.
ومن جانبه أشاد السفير اليابانى بالعلاقات الطيبة التي تربط البلدين في كافة المجالات لاسيما في مجال الموارد المائية وجهود عودة مفاوضات سد النهضة ، مشيرا إلي أنه من المقرر قيام اليابان خلال فعاليات جناح المياه المقام ضمن مؤتمر المناخ بعرض أحدث التجارب والتطبيقات اليابانية الخاصة بإستخدام الطاقة الشمسية في مجال تحلية المياه بالمحطات الصغيرة.