د حامد موسي يكتب: مخاطر تهدد الثروة الحيوانية في مصر بسبب المناخ
الخبير البيطرى واستشارى مزارع الانتاج الحيوانى – مصر
إن تغير المناخ الذي حدث في الآونـة الأخيرة ولاسيما الزيادات التى تم تسجيلها من ارتفاع درجات الحرارة وإرتفاع مستوى سطح البحر قد أثر بالفعل في كثيـر من النظم الفيزيائية والإحيائية، ما ترتب عليه حالات من الفيضان ونوبات من الجفاف وإرتفاع مستوى سطح البحر.
على الرغم من ان ظاهرة التغيرات المناخية هى ظاهرة عالمية إلا أن تأثيراتها محلـيـة، أي تختلف من مكان إلى مكان على سطح الكرة الأرضية.
مصر والمناخ والثروة الحيوانية
وتعتبر مصر من أكثر الدول تعرضاً لمخاطر التغيرات المناخية في القارة الإفريقية ومن المؤشرات الدالة على التغيرات المناخية ما يلي:-
- الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية.
- تغير توزيع متوسط درجات الحرارة ومعدلات سقوط الأمطار في العديد من المناطق.
- إزدياد معدلات الموجات الحرارية والعواصف على العديد من المناطق.
- تشير الدراسات إلى إحتمال حدوث إنخفاض ملحوظ في إنتاج الحبوب.
- معدل إرتفاع مستوى سطح البحر.
- زيادة معدل إنبعاثـات غـازات الاحتبـاس الحراري وزيادة تركيزاتها بالغلاف الجوى أدى إلى حدوث ظاهرة الاحـترار العالمـي وارتفاع درجة حرارة الأرض عن معدلاتها الطبيعية وذلك كنتيجة لزيادة معدل إمتصاص الأشعة تحت الحمراء الأمر الذى تسبب معه حدوث تغير لمناخ العالم و
غازات تؤثر علي الآثار الناجمة عن المناخ هي:-
- ثاني أكسيد الكربون CO2
- الميثان CH4
- أكسيد النيتروز N 2O
- مركبات البيروفلوروكربون PFCs
- مركبات الهيدروفلوروكربون HFCs
- سادس فلوريد الكبريت SF6
الأثار المتوقعة لتأثير تغير المناخ على مصر
1- التأثير على الموارد المائية.
- زيادة الضغط على مصادر المياه وزيادة معدل الاستهلاك خاصة في الزراعة والصناعة.
- حدوث تغير في كميات وأماكن سقوط الأمطار ومواسمها.
- تشير بعض الدراسات إلى احتمالية نقص تدفق المياه إلى نهر النيل بمعدل قد يصل إلى حوالي ٦٠٪.
- زيادة الطلب على المياه نتيجة التوسع في العمليات الزراعية بالإضافة إلى زيادة الكثافة السكانية في الوقت الذي قد تقل فيه كميات المياه المتدفقة لـنهر النيل.
- تأثير التغيرات المناخية المتوقعة على الزراعة والثروة الحيوانية
تأثير تغيرات المناخ على الزراعة والثروة الحيوانية في مصر
- نقص في إنتاجية المحاصيل الزراعية ومصادر الغذاء (بعض المحاصيل أكثر تأثرا).
- تغير خريطة التوزيع الجغرافي للمحاصيل الزراعية.
- تأثيرات سلبية على الزراعات الهامشية وزيادة معدلات التصحر.
- زيادة الاحتياج إلى الماء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات البخر.
- تأثيرات سلبية على الزراعة نتيجة تغير معدلات وأوقات موجات الحرارة.
- تأثيرات اجتماعية واقتصادية مصاحبة.
- زيادة الحرارة تزيد من معدلات تآكل التربة، وتقلل من إمكانية زراعة المناطق الهامشية.
- زيادة الحرارة تؤثر على أداء الحيوانات المزرعية وبالتالى إنتاج الألبان واللحوم.
- التأثير على المناطق الساحلية
- غرق بعض المناطق المنخفضة في شمال الدلتا وبعض المناطق الساحلية الأخرى.
- زيادة معدلات نحر الشواطئ وتغلغل المياه المالحة في التربة.
- زيادة معدلات تملح الأراضي الساحلية وارتفاع مستوى المياه الجوفية ونقص الإنتاجية الزراعية.
- تأثر الإنتاج السمكي نتيجة تغير الأنظمة الايكولوجية في المناطق الساحلية.
- التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على كل من الظواهر السابقة.
- التأثيرات الصحية الناتجة عن نقص المياه وارتفاع الحرارة والرطوبة وزيادة شدة الموجات الحارة والباردة.
الثروة الحيوانية وإنبعاث غازات الاحتباس الحراري
- تعتبر الماشية هي المساهم الأكبر في إنبعاثات قطاع الثروة الحيوانية حيث تنتج حوالي 4.6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون فى العام وهذا يمثل حوالي 65 ٪ من إنبعاثات القطاع. ويتشابه انتاج ماشية الحليب واللحم من غازات الاحتباس الحراري.
- أما الخنازير والدواجن والجاموس والحيوانات المجترة الصغيرة فلديها إنبعاثات أقل بكثير، تمثل ما بين 7 : 10 ٪ من إنبعاثات القطاع.
- تعتبر لحوم الأبقار وحليب الماشية هما السلعتان اللتان ينتج عن إنتاجهما أعلى الانبعاثات الإجمالية، إذ تمثل الأولى 2.9 والثانية 1.4 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
- ويليهما لحم الخنازير مع 0.7 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون،
- ولحم وحليب الجاموس (0.6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون)،
- ولحم وبيض الدجاج (جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون)
- ولحم وحليب المجترات الصغيرة (0.4 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون).
- أما بقية الإنبعاثات فتخصص لغيرها من الدواجن ومن المنتجات غير الصالحة للأكل.
يعتبر التعبير عن الانبعاثات بناءً على البروتين من أهم سبل مقارنة أداء المنتجات المختلفة. حيث نجد أن لحم البقر السلعة الأعلى حدة من حيث الإنبعاثات مع متوسط يبلغ 342 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عن كل كجم من البروتين.
ويمثل لحم الحيوانات المجترة الصغيرة وحليبها ثاني وثالث أكثر السلع إنبعاثاً مع متوسطين يبلغ 165 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون و112كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كجم من البروتين.
أما حليب الأبقار ولحوم الدجاج والبيض فأقل حدة من حيث الإنبعاثات إذ تقل جميعها عن 100كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كجم من البروتين.
مصادر إنبعاثات غازات الاحتباس من الحيوان
تنقسم مصادر الأنبعاث الى أربع عمليات رئيسية هي:
1- إنتاج العلف : يمثل 47 ٪ من إجمالي الانبعاثات في القطاع مع أكثر من 3.3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
2- التخمر المعوي: هو ثاني أكبر مصدر للإنبعاثات مع 2.7 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أو حوالي 40 ٪ من مجمل الإنبعاثات.
3- إدارة السماد الطبيعي: مسؤولة عن حوالي 10 ٪ من المجموع أو 0.7 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون
4- واستهلاك الطاقة : يمثل إستهلاك الطاقة في المزرعة وما بعد مرحلة المزرعة على حد سواء، 0.3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
التخمر المعوي:
التخمر المعوي يمثّل الميثان المنتج خلال عملية الهضم فى كرش الحيوانات المجترة
جودة العلف على صلة وثيقة بالإنبعاثات المعوية. وتنتج المكونات صعبة الهضم، مثل المكونات العالية الألياف، كمية أكبر من إنبعاثات الميثان المعوي.
إدارة السماد الطبيعي:
ويشكّل السماد الطبيعي مصدراً لكل من الميثان وأكسيد النيتروجين.
إنتاج العلف:
هناك عدة إنبعاثات متصلة بـإنتاج الأعلاف. تنشأ إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توسع المحاصيل العلفية والمراعي وصولاً إلى المناطق الطبيعية، ومن تصنيع الأسمدة للمحاصيل العلفية، ومن نقل الأعلاف وتجهيزها. وتنتج إنبعاثات أكسيد النيتروجين عن استخدام الأسمدة النيتروجينية وعبر الأستخدام المباشر للسماد الطبيعي في كل من المراعي وحقول المحاصيل.
استهلاك الطاقة:
وتُستهلك الطاقة في موقع الإنتاج الحيواني لغايات التهوية والإنارة والحلب والتبريد وغيرها. وأخيراً، يتم تجهيز السلع الحيوانية وتعبئتها ونقلها إلى نقاط البيع بالتجزئة الأمر الذي يستوجب المزيد من استخدام الطاقة.
صحة الحيوان وتغير المناخ
قد تصبح المناطق المعتدلة اكثر ملائمة للامراض الاستوائية التي تنتشر بالنواقل مثل حمى الوادي المتصدع ومرض الخيل الافريقي وفيروس النيل الغربي .
تحسين صحة الحيوان يقلل من كثافة الانباعاثات ويعزز كفاءة استخدام الموارد من خلال تقليل عدد الوفيات وتحسين الانتاجية والخصوبة ومن ثم يكون هناك حاجة الى عدد اقل من الحيوانات لتلبية حجم الطلب.
الإستراتيجية المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية
المحور الاول :
الحد من انبعاثات الغازات الدفينة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية
واتزان مكونات العليقة والإضافات الغذائية المستخلصات النباتية الطبيعية والزيوت العطرية والتانينات والصابونين والخمائر – الدهون – الأحماض العضوية،
وكذا عمليات ازالة البروتوزوا والحد من إستخدام المضادات الحيوية والبحث عن بدائل طبيعية واللقاحات و
انتخاب الحيوانات المنخفضة فى انتاج وانبعاث الميثان، وأيضا انتخاب الحيوانات الاعلى فى مقاومة الامراض.
المحور الثانى :
فيتمثل فى التكيف والاقلمة من خلال إتباع نظم إدارة مزارع الثروة الحيوانية والداجنة بما يقلل من تأثير التغيرات المناخية
والتوسع فى استزراع بعض اصناف المحاصيل العلفية ذات الاحتياجات المائية المنخفضة،
بالإضافة إلى التوسع فى زراعة النباتات المقاومة للملوحة فى الأراضى الهامشية
وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والتوسع فى الاستزراع السمكي.
المحور الثالث :
الادارة الواعية والرشيدة والمدركة لآثار التغيرات المناخية والمخاطر المحتملة لها مع العمل على توفير الموارد والتمويل المناسب للإنفاق على مواجهة آثار التغيرات المناخية.
والاهتمام بالبحث العلمى فى مجال الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية فى مواجهة التغيرات المناخية
(بحوث فى مجال تكنولوجيا الأعلاف، وأيضا فيما يتصل بكمية ونوعية الاعلاف المتاحة للحيوانات – وكذلك إجراء بعض الدراسات على إمكانية مواجهة العجز فى الموارد المائية، علاوة على إجراء دراسات على أمراض الحيوان ودراسات على الإجهاد الحراري).