د محمد صلاح يكتب: لماذا تعد «النيماتودا النباتية»أخطر آفات القرن الحالي؟
المعمل المركزي للمبيدات – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعتبر الأمراض والآفات النباتية من أهم اسباب أنخفاض الأنتاجية المحصولية في مصر و علي مستوي العالم. و تتضمن الأمراض النباتية العديد من المسببات مثل الفطريات، البكتريا، الفيروسات، النيماتودا و غيرها. هذا و تعد النيماتودا او ما يطلق علية العدو الخفي من المتطفلات الأجبارية الأخطر علي الأطلاق حيث تسبب خسائر اقتصادية علي مستوى العالم قدرت بنحو 200 مليار دولار تقريبا.
وتعتبر النيماتودا من الآفات الخطيرة حيث يصعب علي غير المتخصصين اكتشافها وذلك لصغر حجمها الشديد حيث لا تري بالعين المجردة، هذا بالأضافة الي أن أعراض الأصابة بها تشمل الذبول، الأصفرار، التقزم و موت البادرات او النباتات و اللتي تتشابه مع أعراض أخري مثل نقص العناصر، زيادة الملوحة، زيادة الماء الأرضي، أعفان الجذور و الأجهاد البيئي.
و في الأونة الأخيرة حازت النيماتودا علي اهتمام الباحثين وكذلك المزارعين نظرا لأنتشارها في العديد من المحاصيل الأقتصادية، وتأتى صعوبة مكافحة النيماتودا بسبب التكلفة المرتفعة . لذلك فأنه من الضروري البحث عن بعض البدائل او الحلول الفعالة منخفضة التكاليف و يمكن تطبيقها عمليا.
هذا و تعتبر التشريعات اللتي تصدر بواسطة الحجر الزراعي أول خطوط الدفاع لمنع انتشار الآفات النيماتودية وأنتقلها من دولة لأخري ومن محافظة لأخري داخل نفس الدولة، حيث من الممكن أن تنتشر من خلال نقل النباتات، الشتلات و الأجزاء التكاثرية كالعقل، الدرنات، الأبصال و البذور الملوثة. أيضا يجب علي المزارع ان يهتم بالتخلص من بقايا المحصول السابق و الحشائش المنتشرة بالأرض لكونها عوائل للنيماتودا. كذلك استعمال البذور و الشتلات النظيفة ومن مصادر موثوق بها مثل المراكز البحثية و مديريات الزراعة. يأتي بعد ذلك دور الأصناف المقاومة للنيماتودا حيث لا تتضرر من الأصابة و تعطي محصولا وفيرا. و يجب علي المزارع أن يهتم بالخدمة الجيدة للتربة و تهويتها لوقت كافي حيث تعتبر عوامل هامة و مؤثرة في خفض التعداد النيماتودي وبالتالي خفض فرص الأصابة.
من ناحية أخري تلعب المخصبات الحيوية والعضوية بالأضافة للأسمدة المعدنية دورا هاما في تثبيط نشاط النيماتودا النباتية وكذلك مكافحتها. ولقد أدت زيادة أسعار المبيدات كأحد مدخلات الأنتاج الزراعى الى زيادة أسعار المنتجات الزراعية. هذا و تعتبر الأعداء الحيوية احد اهم البدائل اللتي أزداد الطلب عليها وخاصة المزارع التصديرية لما تتميز به من فاعلية و قلة التكاليف ومثال على ذلك المركبات الحيوية المجهزة من الفطريات المضادة مثل فطري التريكودرما (Trichoderma) و الباسيلوميسيس (Paecilomyces)، و الفطريات النافعة مثل الميكوريزا (Mycorrhiza) و ايضا البكتريا المضادة مثل الباسيلس (Bacillus) و السيدوموناس (Pseudomonas).
ايضا من الطرق الواعدة في مكافحة النيماتودا استخدام المستخلصات النباتية للنباتات العشبية و الحشائش و كذلك الزيوت الطيارة مثل القرفة، القرنفل، النعناع و حشيشة الليمون وغيرها. كل هذه الطرق و المواد البديلة اصبحت متاحة ولكنها تحتاج الي تعاون و تكاتف الجهات البحثية المعنية لتوعية وتدريب المزارعين، فالأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير.