قالت الدكتورة نسرين سليم أستاذ تغذية الدواجن في معهد الإنتاج الحيواني إن مربو الثروة الحيوانية وخاصة الدواجن يواجهون إرتفاع بأسعار خامات الأعلاف بعد إنتشار وباء كوفيد-19 العالمي وتوقف بعض سلاسل الإمداد لفترات بالدول المصدرة، مشيرة إلي ان الفترة الماضية شهدت ارتفاعا بدرجة أكبر وتشير أسعار التداول بالبورصات العالمية الى إستمرارهذا الإرتفاع لفترة سيحدد مداها وشدة آثارها حزمة الإجراءات المتخذة بالدول المنتجة بخصوص ذلك وحجم الإنتاج المحصولى المتاح عالميا للتصدير من الحبوب والبذور الزيتية والبقوليات.
وأضافت «نسرين سليم»، في تصريحات صحفية لـ«المصري اليوم»، إنه لا شك أن تلك الأزمة التى تتعرض لها صناعة الدواجن والثروة الحيوانية تتكرر بتكرار الأزمات الإقتصادية العالمية ولا يخرج الحلول المطروحة من المختصين عن إستخدام البدائل الغير تقليدية بالأعلاف والتوسع فى زراعة المحاصيل العلفية خاصة الذرة الصفراء بهدف تأمين نسبة كبيرة من إحتياجات مصر من الأعلاف وما يترتب على ذلك إحداث إستقرار ونمو مستمر للثروة الحيوانية والداجنة.
وأوضحت أستاذ تغذية الدواجن، إن الحلول المقترحة يمكن تقسيمها لإتجاهين أساسين علينا العمل بهما بشكل متوازى وهى إجراءات إستراتيجية وآخري عاجلة، موضحة ان الإجراءات العاجلة تشمل إستخدام البدائل العلفية المتاحة للذرة و كسب فول الصويا لتغذية السلالات المحلية و المستنبطة و بنسب تتوافق مع مواصفة كل بديل (كسب عباد الشمس- نواتج غربلة التقاوى- مخلفات المطاحن – الذرة الرفيعة – الكسافا).
وأشارت إلي أن الحلول العاجلة تشمل أيضا إستخدام بعض البدائل العلفية الآمنة فى تغذية قطعان الدواجن من السلالات التجارية مكثفة الإنتاج مع ضرورة إستخدام الإضافات الغذائية اللازمة للتغليف على المعوقات الغذائية بهذه البدائل (مثل السكرات العديدة الغير نشوية المختلفة) و حتى يمكن الحصول على معدل إنتاج جيد (مثل الإنزيمات المتكاملة – البروبيوتيك – البريبيوتك – البروتين وحيد الخلية كالخمائر….) مع ملاحظة ضرورة التأكد من عدم إحتواء البديل المستخدم على مواد ضارة غذائيا.
وشددت «نسرين سليم»، علي ضرورة التأكد من كسب الفول السوداني فى حالة توفره كبديل و محتواه من كافة السموم الفطرية موضحة إنه فى حالة توفر الشعير و التريتيكال و الراى كبدائل للذرة فلا يتم استخدامها بدون الإضافات الإنزيمية المتكاملة و البروبيوتك تجنبا لإلحاق الضرر بالجهاز الهضمي للدواجن.
ولفتت إستاذ تغذية الدواجن إلي أهمية وضع إستراتيجية تغذية متكاملة لدورة الإنتاج تعتمد على المردود الاقتصادي السنوي لوحدة الإنتاج و ليس معدل التحويل الغذائى فقط وتحسين نظم الرعاية بعنابر الدواجن و ذلك لتحقيق الظروف البيئية المثلى للطيور ولخفض نسبة الفقد الغذائي لمواجهة الإجهاد وتحسين الأمان الحيوي والرعاية البيطرية للقطعان لحمايتها من المسببات المرضية المختلفة بهدف تحقيق نسب نفوق قياسية و تعظيم العائد الاقتصادي للإنتاج.
وفيما يتعلق بالإجراءات الاستراتيجية أكدت «نسرين سليم»، أنها تشمل التوسع فى توجيه القطاع الخاص للإستثمار الزراعى بالدول الإفريقية المستقرة سياسيا والاستفادة من الموارد البشرية المتخصصة بمركز البحوث الزراعية فى الإشراف الفنى مع تحديد المحاصيل الاستراتيجية للزراعة وألا يقتصر الأمر على المزارع الإفريقية الحالية.
ولفتت أستاذ تغذية الدواجن إلي أهمية إعطاء المحاصيل الاستراتيجية أولوية الى جانب المحاصيل التصديرية وتفعيل الزراعة التعاقدية و دور التعاونيات والاتحادات المتخصصة و بأدوار محددة و صلاحيات لتنفيذ خطة متكاملة بدأ من الزراعة و حتى تصنيع الأعلاف ونشر التقاوي المحسنة والمتميزة لمحاصيل الذرة وغيرها على المزارعين مجانا ضمنا لبروتوكول متكامل للزراعة التعاقدية مع خصم قيمتها من قيمة الإنتاج الذي يتم توريده (وذلك بهدف التحفيز وزيادة الإنتاج).
وشددت «نسرين سليم»، إلي أهمية توجيه الإستثمار و القروض الميسرة الى نشر الأساليب التكنولوجية لحفظ و تداول الحبوب و أيضا معالجة المخلفات الزراعية (بهدف إعادة توزيع الموارد الغذائية بين الدواجن و الماشية) والتحسين الوراثى المستمر للمجترات و كذلك السلالات المحلية للدواجن وإعادة ترسيخ مفهوم القرية المنتجة و زيادة وعى المربين بالريف لأساليب التربية الآمنة للدواجن و الحيوان و إنتاج منتجات غذائية (دواجن و لبن و بيض ) صحية.