زراعة

«أكساد» تنظم مؤتمر عربي لتطوير البحث العلمي والإرشاد الزراعي في المنطقة العربية

>>العبيد: استنباط أصناف من الحبوب أعلى إنتاجية واقل إستهلاكا للمياه

افتتح الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» في مقره بالعاصمة السورية دمشق المؤتمر التاسع لتطوير البحث العلمي والإرشاد الزراعي في المنطقة العربية، بعنوان “دور البحث العلمي والإرشاد الزراعي في تحسين انتاج الحبوب لدعم الامن الغذائي العربي”، بحضور مسؤولي البحوث الزراعية والارشاد الزراعي في الدول العربية وممثلي المنظمات العربية والدولية.

وقال مدير «اكساد» الى ان المؤتمر يهدف الى التعاون والتنسيق بين مؤسسات الدول العربية المعنية بالتنمية الزراعية الشاملة والمستدامة، وعلى رأسها مؤسسات البحوث العلمية والإرشاد الزراعي، والتي من أهم اولوياتها تطوير الزراعة العربية، وتحقيق الامن الغذائي العربي موضحا ان أهمية هذا المؤتمر تاتي باعتبار ان القطاع الزراعي عامةً، وإنتاج محاصيل الحبوب خاصةً يواجه العديد من التحديات في الدول العربية، كاعتماده على الزراعة المطرية التي تشكل 70% من الإنتاج الزراعي في الوطن العربي.

وأشار «العبيد» الي أن تطوير قطاع الزراعة العربية يواجه تحديات ازدياد معدّلات النمو السكاني، إضافة إلى التغيرات المناخية السلبية، واستخدام التقانات الزراعية التقليدية، وضعف الاستثمارات المالية في الزراعة والبحث العلمي الزراعي، إضافة الى ضعف دور الإرشاد الزراعي في تحسين مستوى المعرفة ونقل التقانات الزراعية الحديثة، موضحا أن ذلك أدى إلى ضعف الإنتاج العربي من الحبوب الذي لم يتجاوز 50 مليون طن في عام 2023 بإنتاجيه قدرها 2 /طن للهكتار، في حين يبلغ احتياجه منها نحو 80 مليون طن في السنة بفجوة تصل إلى 30 مليون طن.

وأوضح مدير «اكساد» ان الفجوة بين إنتاج الحبوب وإحتياجات الاستهلاك أضطر الدول العربية إلى استيراد نحو 30 مليون طن قيمتها بحدود 10مليار دولار مشددا على أهمية دور تطبيقات البحوث في زيادة إنتاجية محاصيل الحبوب وتقليل الفاقد واستنباط أصناف أقل إستهلاكا للمياه وأكثر تحملا للجفاف وتغير المناخ.

وأكد «العبيد» ان المؤتمر يسلط الضوء على نتائج أعمال البرامج الوطنية والأبحاث العلمية التي تنفذها مراكز البحوث الزراعية العربية ومؤسسات الإرشاد الزراعي، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الخبراء العرب لتحسين إنتاجية الحبوب مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلي نجاح «أكساد» بالتعاون مع وزارات الزراعة العربية في استنباط 56 صنفاً من القمح، تتميز بإنتاجية عالية وصلت إلى 10 طن في بعض حقول المزارعين المتميزين في سورية، ولدى الشركات الزراعية الكبرى في السعودية، تحت ظروف الري والتسميد الجيد، وقرابة 7 طن في الهكتار تحت ظروف الري في لبنان،
وشدد مدير «اكساد» الي اهتمام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بتزويد العديد من الدول العربية بالتقاوي المُحسّنة والمغربلة والمعقّم ذات النوعية العالية من مختلف أصناف أكساد المتميزة من القمح الطري (أكساد901، وأكساد1133)، والقمح الصلب (أكساد1105، وأكساد1229)، بكمية وصلت إلى قرابة 1500 طناً.
وأوضح «العبيد» ان المركز العربي «أكساد» يقوم بتنفيذ المشاريع التنموية لنشر زراعة الحبوب في العديد من الدول العربية كالمملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والجمهورية اللبنانية، ودولة ليبيا، والشارقة في الامارات العربية المتحدة، حيث يتم تطبيق التقانات الزراعية الذكية مناخياً، ولا سيّما نظام الزراعة الحافظة، لتحسين مقدرة النظم البيئية الزراعية الإنتاجية والتكيفية.
وأشار مدير «أكساد» الي تعزيز التعاون بين المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بشكل مستمر مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» ، والمركز الدولي للدراسات الملحية «إكبا» ، والمركز الدولي لبحوث القمح والذرة «سيميت» ، كما قام مركز «أكساد» مؤخراً بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية «إيكاردا» على إعداد مشروع استراتيجي حول تطبيق التقانات الزراعية الحديثة لتحسين إنتاجية القمح وتعزيز الأمن الغذائي في دول غرب آسيا وشمال أفريقيا، وتقديمه لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتمويل.
ومن المقرر ان يناقش خبراء ومختصون من 14 دولة عربية ومراكز بحثية دولية وإقليمية على مدى يومين انجازات مركز «اكساد» والدول العربية في مجال انتاج الحبوب، ونتائج اعمال البرامج الوطنية والتقنيات الحديثة في تربية وإنتاج محاصيل الحبوب، والصعوبات والتحديات التي تواجه القطاع الزراعي وإنتاج الحبوب في المنطقة العربية، والخطط المستقبلية لتطويرها، وتطبيق التقانات الزراعية الحديثة لتحسين انتاج القمح وتعزيز الامن الغذائي في المنطقة العربية، ودور الارشاد الزراعي في نشر الوعي والمعرفة ونقل الممارسات الزراعية الجيدة للمزارعين لتحسين انتاج الحبوب ومستوى معيشة المزارعين في المنطقة العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى