زراعة

تفاوت إنتاج القمح في روسيا: روستوف تعاني الجفاف وستافروبول تتجه لحصاد قياسي

تشهد مناطق زراعة القمح في روسيا تباينًا ملحوظًا هذا الموسم، مع استمرار الجفاف في إقليم روستوف للعام الثاني على التوالي، في حين تستعد ستافروبول لتحقيق محصول قياسي بفضل تحسن الطقس وزيادة معدلات الأمطار.

في روستوف، حذّر المحافظ يوري سليوسار من تراجع محتمل في إنتاج القمح بنسبة 20% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2015. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ الزراعية في 10 مقاطعات لتسريع الدعم الحكومي للمزارعين.

رغم أن شتاء هذا العام كان أقل قسوة من المعتاد، فإن الجفاف لا يزال هو التهديد الأكبر. الأمطار المحدودة في مايو لم تكن كافية لإنقاذ التربة. وذكر المهندس الزراعي مكسيم زولوتاريوف أن الشتلات تعرضت للضرر منذ الخريف، مضيفًا: “القمح ضعيف، والجفاف الآن يقضي على ما تبقى”. وتشير التقديرات إلى أن تشيرتكوف من بين المناطق الأكثر تضررًا، مع انخفاض الغلة إلى 1.7 طن/هكتار العام الماضي، مقارنة بـ3.4 طن في الولايات المتحدة.

في المقابل، تعيش ستافروبول، الواقعة جنوب روستوف، موسمًا واعدًا بعد أن زادت معدلات الأمطار بنسبة 30%. وتوقع دميتري ريلكو، رئيس شركة “إيكار”، أن تتجاوز المنطقة إنتاج روستوف، وتتصدر إنتاج القمح في البلاد. وكانت ستافروبول قد سجلت 7.8 مليون طن في 2024، وتحتاج إلى تجاوز 8 ملايين طن هذا العام لتفوقها.

وتتوقع الحكومة الروسية إنتاجًا إجماليًا للحبوب يبلغ 135 مليون طن، منها 90 مليون طن من القمح.

على مستوى الابتكار، ساهمت تقنية تلقيح السحب باستخدام بيوديد الفضة في تعزيز هطول الأمطار في بعض المناطق. كما أدت التغيرات المناخية إلى توسيع نطاق زراعة القمح في مناطق شمالية مثل بيرم، حيث ارتفعت درجات الحرارة.

وقد تضاعفت إمدادات الأسمدة إلى الأقاليم الشمالية ثلاث مرات خلال العقد الماضي، مما ساعد على رفع إنتاج القمح بنسبة 30% في مناطق كانت صناعية في السابق.

ورغم العوامل المناخية، لا تزال التحديات الاقتصادية قائمة. فقد أدت أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة كلفة الاقتراض، بينما تعيق العقوبات الحصول على المعدات الغربية وقطع الغيار. وصرح أليكسي شانتالي، مسؤول الزراعة في تشيرتكوف، بأن ارتفاع تكلفة القروض يجبر المزارعين على مراجعة ميزانياتهم بدقة.

وأشار مزارعون إلى أن الآلات الزراعية المتوفرة قديمة وكثيرة الأعطال، مما يعقّد عمليات الزراعة والحصاد.

ورغم هذه الظروف، يستمر كثير من المزارعين في زراعة القمح بسبب الطلب المرتفع عليه في الأسواق العالمية. يقول زولوتاريوف: “جربنا محاصيل أخرى، لكننا عدنا إلى القمح لأنه يضمن لنا حدًا أدنى من الدخل”.

 

معتز محمد

صحفي مقيد في نقابة الصحفيين منذ ٥ سنوات، ومهتم بالشئون الزراعية والاقتصادية وعملت في تغطية أخبار النقابات أسعى لتقديم المعلومات بشفافية تامة لتصل بوضوح إلى الباحثين عنها
زر الذهاب إلى الأعلى